الليلة تكون الإشارات ثلاثة؛ إحداها بدار المعشى بوادى الفجرة أو بوادى تما أو بدارين البقر، والثانية بجبل الزينة لنزول أمير الحاج وأهل المحامل للزينة من ثم، والثالثة بالينبع لنزول أهل السبق والفراشين بخيامهم ومن يتبعهم من السوقة على ما جرت به العادة.
وكانت الإقامة فى سنة خمس وخمسين بوادى تما إلى قبل الفجر بخمسين درجة، وسار فكان سيره إلى جبل الزينة أربعين درجة قبل الفجر بعشر درج، ولدخول الحاج إلى الينبع خمسا وخمسين درجة من وادى تما، وذلك فى صبيحة يوم الجمعة حادى عشر ذى القعدة سنة خمس وخمسين.
والعادة حضور أمير الينبع بخيوله الملبسة ورجاله وزينته وأعلامه وطبله فى هيئة جميلة إلى القرب من جبل الزينة، وينزل عن فرسه عند الملاقاة، فتبسط له سجادة من عمل الروم كبيرة، تكون مهيئة صحبة غلمان الطشتخاناه، فيستقبل القبلة ويصلى ركعتين، هو ومن معه من قريبه وولده وقاضى الينبع، ثم بعد الصلاة يلبس التشريف السلطانى المجهز من الديوان صحبة أمير الحاج، وينعم أمير الحاج من عنده على ولده وقريبه وقاضى الينبع بثلاث تشاريف من المخمل المذهب، والقاضى دونهم فى ذلك، ثم يتقدم أمير الينبع، فيقبل خف جمل المحمل طاعة للسلطنة الشريفة وانقيادا لأوامرها المنيفة، ويركب فرسه ويساير أمير الحاج، وتجتمع عساكره مع العسكر الذين بصحبة أمير الحاج، ويسيرون فى ذلك الركب الجليل إلى المخيم بالينبع، فيترجل أمير الينبع عن فرسه، وكذلك من معه، ويجلسون فى مخيم أمير الركب لسماع الحكم المجهز إليه على يد أمير الحاج، ومعظم ما فيه حسن القيام بتلقى أمير الحاج وأهل الركب والاجتهاد فى حراسة الركب، بحيث لا يضيع منه عقال بعير، وإجراء