للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمير الحاج على أتم العوائد، والتأكيد فى هذا المعنى، فيقرؤه صاحب الديوان على أمير الينبع بحضور الملأ الذين يحويهم ذلك المجلس، ويأخذ حكمه ويتوجه بموكبه إلى داره، وهذا هو المصطلح الذى أدركنا من تقدمنا عليه، ثم يشرع أمير الحاج ساعة وصوله وجلوسه فى تجهيز جماعة من ثقاته إلى الزيارة الشريفة النبوية صحبة دليل، وله عادة على ذلك من الفضة مائة نصف كبيرة، وجوخة مخيطة، وهذه الزيارة لمن تأخر فى الإياب بالينبع لمصالح أمير الحاج وحراسة حمل التجار، ومن لا يزور من أهل الركب لحفظ أسبابهم كما هو معلوم.

(وينبع) - بالفتح ثم السكون وضم الموحدة وإهمال العين - مضارع نبع الماء أى ظهر، وهى من نواحى المدينة على أربعة أيام منها، وإنما أفردت عن المدينة فى الأعصر الأخيرة، سميت به لكثرة ينابيعها، قال بعضهم: عددت بها مائة وسبعين عينا، ولما أشرف عليها على ، ونظر إلى جبالها قال: لقد وضعت على تقى من الماء عظيم.

قال السيد السمهودى فى: (تاريخ المدينة النبوية): وسكانها جهينة وبنو ليث والأنصار، وهى اليوم فى زمننا لبنى حسن العلويين، وروى ابن أبى شيبة أن عمر بن الخطاب رضى الله/عنه أقطع عليا ينبع، ثم اشترى على إلى قطيعة عمر أشياء، وروى أنه لما خرج طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد يترقبان عير أبى سفيان، فأجازهما صاحب الينبع، فلما أخذ رسول الله ينبع أقطعها له، فقال: إنى كبير، ولكن أقطعها لابن أخى، فأقطعها له، فابتاعها منه عبد الرحمن بن سعد الأنصارى بثلاثين ألف درهم، فخرج عبد الرحمن بن سعد إليها، فأصابه سافيها وريحها فقذرها، وأقبل راجعا، فلحق بعلى بن أبى طالب دون ينبع، فقال: من أين جئت، قال: من ينبع، وقد سيبتها