للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبقرب ينبع جبل رضوى، مطل عليها من شرقيها، ومن رضوى يحمل حجر المسن إلى سائر الأقطار، وبينه وبين المدينة سبع مراحل، قال: ورضوى جبل ضيق ذو شعاب وأودية، قال: ورأيته من ينبع أخضر، قال: وأخبرنى من طاف فى شعابه، أن به مياها كثيرة، وهو الجبل الذى زعمت طائفة يعرفون بالكيسانية أن محمد بن على المعروف بابن الحنفية يقيم به. انتهى كلامه.

وفى (المشترك): وينبع آخر الربع الثالث من أرباع الحجاز، يدخلونه ضحى يوم السادس عشر من عقبة أيلة، وبه مياه جارية ونخيل وزروع، وبه الآن جامعان معطلان من الخطبة، وغالب أهل القرية على مذهب الزيدية، والجامعان إنشاء الشريف هلمام بن أجود، من أمراء الينبع فى سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، وأذانهم بحىّ على خير العمل، وينبع: عين جارية حلوة من خارج البلد شرقيها، فتمر بالمدينة وتمدها عيون أخر إلى غربى المدينة، وداخلها سوق به بعض دكاكين وصاغة وحوانيت يفرش بها التجار أنواع القماش أيام المواسم للبيع على أهل القرية والواردين إليها، وبها الحدائق والخانات والأفران والبيوت، وقد خربت ودثرت منها أماكن كثيرة جدا، وليس لها الآن باب يتوصل إليها منه إلا آثار باب خراب، ذكر لى أنه كان فى القديم يسمى باب المشانيق، وقد أنشأ بها صاحبنا السيد الشريف دراج بن هجار بن مغنى بن دراج بن وبير أميرها بيتا حسنا، وبجانبه دارا أخرى لسكنى ولده الكبير السيد الشريف على المدعو ذغيليب فى سنة تسع وخمسين وتسعمائة، وبيّضه بالنورة من داخله وخارجه، ولم يكن بالينبع الآن دار أحسن منها. وينصب بخارجها أيضا أيام المواسم سوق كبير، فيه المأكولات والدقيق، والفول والبضائع والعليق، مما يبيعه السوقة الذين هم أهل القرية، والذين هم صحبة الحاج، وبهذه