وحط بأول القاع المسمى بقاع البزوة - والقاع اسم لكل مكان واسع مستو من الأرض - قال فى «القاموس»: القاع أرض سهلة مطمئنة، قد انفرجت عنها الجبال والآكام، وجمعها قيع وقيعة وقيعان وأقواع، ويسمى طرف الجنحا والجنت، فكان سيره إلى قبل المغرب لدخول الصنجق، ومدى الدار المعتادة مائة وعشر درج.
وفيه يقول الصلاح الصفدى:
قد سلكنا القاع المديد الذى أض … حى مضافا دون البقاع لبزوه
فهو قاع لا نبت فيه تراه … عين سار وكم لنا فيه سروه
وأقام بعد العشاء بأربعين درجة، وسار إلي أن مر على القاع الكبير، وغدّى بعد الشمس بعشر درج، فكان المسير مائة وأربعا وخمسين درجة، والعادة مائة وأربعون درجة لاختلاف سير هذه السنة، وهو فائق عن المعتاد، ويسمى: غيقة - بالفتح ثم السكون ثم قاف وهاء - موضع بساحل البحر قرب الحار، يصب فيه وادى ينبع ورضوى، قاله عرام. وقال السكونى: هو ماء لبنى غفار. وقال ابن السكيت: غيقة أخباء على شاطئ البحر فوق العذيبية، وتسمى أيضا بوجه، يمرون بفضاء، وباليسار جبل القرود وهم السراق به تشبيها بالقرود لا أن به قرودا على الحقيقة، أخبرنى بذلك آل الدرك، وللصلاح: