نجم الدين أبى تمى بن بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان أمير مكة وبستان القاضى، وعشى بعد البستان بشئ يسير، فكان مسيره قبل المغرب بعشر درج فوق الحدرة، وتسمى عقبة ودان، قال السيد فى تاريخه: ودان - بالفتح ودال مهملة مشددة آخره نون - قرية من نواحى الفرع لضمرة وغفار وكنانة، على ثمانية أميال من الأبواء أكثر نصيب من ذكرها، وفيه قوله:
أقول لركب قافلين عشية … قفاذات أوشال ومولاك قارب
قفوا أخبرونى عن سليمان إننى … لمعروفه من أهل ودان راغب
وقال أبو زيد: ودان من الجحفة على مرحلة، وبينها وبين الأبواء ستة أميال، وكان بها مقامى بالحجاز رئيس لبنى جعفر بن أبى طالب، ولهم بالفرع وسباية ضياع وعشيرة، وبينهم وبين الحسنيين حروب، ولم يزل كذلك حتى استولت طائفة من/اليمن تعرف ببنى حرب على ضياعهم، والبستان بعد الفضاء محاطب شجر، يختفى فيه الراكب بجمله، ويرى منه البحر على بعد، وهو آخر حد درك زبيد الشام، وأول حد درك زبيد اليمن، وحده من بستان القاضى إلى الحدرة والمضيق الذى آخر وادى العميان، وأول وادى مر الظهران. ومن شيوخهم شهاو ابن مالك بن رومى وأولاده: داهش وعلى وإخوتهم، وكان الدرك قديما مقسما بين جماعات بمعاليم معلومة، منهم: البشريون، والعصيفيون، وبنو سليم، فاستولت أولاد رومى على الدرك جميعه، وهم فى الحقيقة من باطن السيد الشريف أبى نمى بن بركات الآن بعد حروب اتفقت لهم مع سلفه إلى أن أذعنوا بالطاعة له، كما هو مشهور بتلك الأقطار، وللصلاح وقد جد فى السير ليلا: