للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأقام إلى بعد العشاء بأربعين درجة، وسار إلى رابغ الإحرام، فكان المسير إلى قبل الفجر لدخول الصنجق مائة وخمس درج، والوصول إليها فى المحاطب والفضاء يوم الرابع من الينبع، وهى بجانب البحر، بها حفائر، تارة يكون ماؤها بوجود المطر فى غاية العذوبة، وتارة عند عدمه يميل إلى الملوحة يسيرا، وبها قرية ومسيل ماء، وعشش ومزارع، وأهلها زمن الموسم يتسببون على الحاج، فيبيعون الحشيش للعلف والأغنام والحطب والبطيخ فى أوانه والشواء.

ومحل ميقات الإحرام الجحفة، وهى تقابلها يسارا صوب الجبل وأمامها قليلا، وهى ميقات أهل مصر ولأهل الشام من طريق تبوك، وقال صاحب: (المطالع): هى قرية جامعة بمنبر على طريق المدينة من مكة، وهى مهيعة وإنما سميت الجحفة لأن السيل أجحفها، وهى على ستة أميال من البحر، وثمان مراحل من المدينة، وقيل: نحو سبع مراحل من المدينة وثلاث من مكة، وفى: «وفاء الوفا»: الجحفة - بضم الجيم وسكون الحاء المهملة - أحد المواقيت، قرية كانت كبيرة ذات منبر على نحو خمس مراحل وثلثى مرحلة من المدينة، وعلى نحو أربع مراحل ونصف من مكة، وكانت تسمى أولا: مهيعة، كمعيشة - بالمثناة التحتية - ويقال لها: مهيعة كمرحلة اسم للجحفة، قال الحافظ المنذرى: لما أخرج العماليق بنى عبيل إخوة عاد من يثرب نزلوها، فجاءهم سيل الجحاف فجحفهم، وذهب بهم فسميت حينئذ الجحفة، وقال عياض: سميت الجحفة لأن السيول أجحفتها وحملت أهلها، وقيل: إنما سميت بذلك من سنة سيل الجحاف سنة ثمانين، لذهاب السيل بالحاج وأمتعتهم، ولم يكن بالجحفة الآن آثار تعرف سوى مسجد بقيت آثاره بالأرض.