للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن العوائد المتقدمة أن أمراء الحاج يبادرون بتجهيز السقائين لنصب الحيضان الجلد الكبار بسحائبها سفل الحضرة الكبرى، ويملؤونها من/السكر المذاب لسقاية الحاج، فيعمون بذلك الكبير والصغير والغنىّ والفقير، ويعدون ذلك من مكارم الأخلاق وسعة الإنفاق، ومن الفرح بالوصول إلى القرب من أم القرى، والاستبشار بتلك المعاهد المكرمة التى بعث منها خير الورى.

وكانت الإقامة بالدار فى سنة خمس وخمسين ثمانا وعشرين درجة، وسار إلى أن مر على عقبة السويق المعترضة فى الجبل، الكثيرة الرمال والوعر، وهى سقيا السويق والسكر بها، ونزل بخليص فضاء واسع كثير الإنس، وبه حصن على جبل ومزروعات وخضر، وبطيخ وبعض كرم وأشجار ليمون، وبه الأغنام والحشيش لعلف الجمال، وكان مسيره لدخول الصنجق بعد الظهر بعشرين درجة سبعين درجة.

وخليص، قال الأسدى: عين غزيرة كثيرة الماء، وعليها نخل كثير وبركة، ومشارع ومسجد لرسول الله ، وقال الأسدى أيضا:

من قديد إلى عين بزيغ ثمانية أميال وشئ وهى خليص، وذكر آبارا كثيرة بقديد، قال: وعقبة خليص ثلاثة أميال، وهى عقبة مقطع حرة تعترض الطريق، يقال لها ظاهر النزعة، والشجر ينبت فى تلك الحرة، وعند الحرة مسجد رسول الله ، فيكون حينئذ لرسول الله فى تلك المسافة مسجدان: عند حرة عقبة خليص مسجد، وعند العين المسماة بخليص مسجد، ذكره السيد السمهودى فى: (تاريخ المدينة): وخليص من المنازل التى أشرق فى تباشير الدياجى صباحها، وطاب بنزولها المقيل والمراح فعم برها وصلاحها، وتزودوا من صوبها وصيبها ما لاح به عليهم فلاحها، ومنح الله فيها وبها وفده