ونقل عن ابن عبد الحكم أن الجفار بأجمعه كان أيام فرعون موسى فى غاية العمارة بالمياه والقرى والسكان، وأن قول الله تعالى:
﴿وَ دَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَ قَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ﴾ (١) عن هذه المواضع، وأن العمارة كانت متصلة منه إلى اليمن، ولذلك سميت العريش عريشا، وقيل إنها نهاية التخوم من الشام، وإن إليها كان ينتهى رعاة إبراهيم الخليل ﵇ بمواشيه، وإنه ﵇ اتخذ به عريشا كان يجلس فيه حتى تحلب مواشيه بين يديه، فسمى العريش من أجل ذلك، وقيل إن مالك بن ذعر بن حجر بن جديلة بن لخم كان له أربعة وعشرون ولدا، منهم العريش بن مالك وبه سميت العريش لأنه نزل بها وبناها مدينة، وعن كعب الأحبار أن بالعريش قبور عشرة من الأنبياء. انتهى.
ومما يدل على أن العريش من بلاد مصر، ما قاله الكندى إنه لما أرسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الكتاب إلى عمرو بن العاص، وكان متوجها إلى فتح بلاد مصر، صادفه الرسول بالكتاب وهو برفح، فلم يأخذه منه ودافعه وسار حتى نزل العريش، وقيل له إنها من مصر، فدعا بالكتاب وقرأه على المسلمين، وقال: تعلمون أن هذه القرية من مصر، قالوا: نعم، قال: فإن أمير المؤمنين عهد إلىّ إن لحقنى كتابه ولم أدخل أرض مصر أن أرجع، وقد دخلت أرض مصر، فسيروا وامضوا على بركة الله وعونه. انتهى.
وفى رحلة النابلسى المشهور بين الأنام أن العريش أول حدود مصر وآخر حدود الشام، وفيها جوامع عامرة بداخل أحدها قبر الشيخ محمد الدمياطى صاحب الولاية والتقريب، تلميذ الشيخ نور الدين الدمياطى صاحب الدمياطية، وقد وصفها السيد محمد كبريت فى رحلته بقوله: