وكان قد انفكت عنه القيود يوما، فأشار لذلك بقوله منها:
قيودك ذابت فانطلقت لقد غدت … قيودك منهم بالمكارم أرحما
عجبت لئن لان الحديد وقد قسوا … لقد كان منهم بالسريرة أعلما
سينجيك من نجى من الجب يوسفا … ويؤويك من آوى المسيح ابن مريما
وله فى البكاء على أيامهم وانتشار نظامهم عدة مقاطيع وقصائد مطولات يشتمل عليها جزء لطيف، وحكى أنه لما عزم على الانفصال عنه بعث إليه المعتمد عشرين دينارا وشقة بغدادية وكتب معها عدة أبيات منها:
إليك النزر من كف الأسير … فإن تقبل تكن عين الشكور
تقبل ما يكون له حياء … وإن عذرته أحوال الفقير
قال أبو بكر: فرددتها إليه لعلمى بحاله، وكتبت إليه أبياتا منها:
سقطت من الوفاء على خبير … فذرنى والذى لك فى ضميرى
تركت هواك وهو شقيق نفسى … لئن شقت برودى عن عذورى
إلى أن قال فيها:
وأعجب منك أنك فى ظلام … وترفع للعفاة منار نور
رويدك سوف توسعنى سرورا … إذا عاد ارتقاؤك للسرير
وسوف تحلنى رتب المعالى … غداة تحل فى تلك القصور
ودخل عليه يوما بناته السجن وكان يوم عيد، وكن يغزلن للناس بالأجرة فى أغمات، حتى إن إحداهن غزلت لبيت صاحب الشرطة الذى