للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أمير يقال: مقدم الألف، وكل مائة من الألف له باش ونقيب، ومنهم من هو بحرى يركز بالقلعة المنصورة، ومنهم من يركز فى غيبة السلطان بمراكز معينة من مصر والقاهرة، ومنهم من يوجه فى المهمات الشريفة، وقال صاحب: «ديوان الإنشاء»: إن جند الحلقة ليس عليهم خدمة إلا فى المهمات/السلطانية، وكانت عدتهم اثنى عشر ألف جندى ثم تناقصوا، وكانوا لا ضابط لهم ولا تماثل، بل ربما كان لجبانهم بقدر رزق سبعة أو ثمانية من الشجعان وبالعكس، ومنهم من كان باسمه عبرة دنانير جيشية ولا متحصل لها، وعدة المقدمين من جند الحلقة فى زماننا أربعون، لهم رأى مسدد ووجاهة فى العسكر، يحضرون فى المواكب الحافلة فى الإيوان، ويكونون باشات على مقطعى الحلقة فى السفر إلى المهمات الشريفة. انتهى مترجما منه.

ثم إن هذه المدينة ليست قريبة من النيل، وطريقها متصل ببورت سعيد، وقد غطت الرمال التى جلبتها الرياح جميع آثارها القديمة، ولم يبق بها سوى قلعة من مبانى الدولة العثمانية، من سنة اثنتين وستين وسبعمائة، على بعد نصف ساعة من البحر الرومى، كان القصد منها حفظ الطريق من العريش إلى حدود قاطية، وحفظ الكورنتينا وعوائد الجمارك، ولكثرة الرمال فى أراضيها لا يزرع فيها إلا الشعير وقليل من القمح، ولا يقوم محصولها بمؤنة أهلها إلا نحو ثلاثة أشهر عند سلامة الزرع، نعم يزرع بها صنف البطيخ بكثرة، حتى إن أهلها يربعون عليه مواشيهم، وأغلب مؤنتهم الشعير المجلوب إليهم من الشام ومصر، وربما اقتاتوا البطيخ بأن يشووا صغيره ويأكلوه، وبها قليل نخيل فى جوانبها، وبقرب شط البحر الملح لهم عيون عذبة الماء، يستقون منها ويزرعون عليها شيئا من الخضر بقدر كفايتهم، نحو سلق وملوخية، وبامية وباذنجان أسود وجزر فى أرض قابلة