للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

للزرع إلا أنهم غير ملتفتين لذلك، وفى حواليها كروم عنب وتين قليلة المحصول؛ لقلة المياه وتسلط الرمال، وأهلها نحو ألفى نفس وخمسمائة، ما بين ذكر وأنثى، غالبهم دائم الأسفار إلى مصر والشام على الإبل لضرورة المعاش.

ولا يتبع هذه القرية بلاد، وإنما حواليها جماعة من الباشبوزق تخلفوا من العساكر، الذين كانوا قديما محافظين بالقلعة، وهؤلاء لا كسب لهم سوى صيد السمك، والشغل على الإبل، وحواليها أيضا عرب من قبيلة يقال لها السواركه، تفرقوا بطونا، فمنهم بطن يقال لهم الدهجانه، وبطن الرميلات، وبطن الخناصرة، وبطن الفرادات، وجميع هؤلاء العرب لم يشتهروا إلا بصيد الطيور مثل العصفور البلدى والغراب والحدأة والسمانى، وفى كل سنة ينزل هناك سيل، يمر على العريش وينزل فى البحر ولا ينتفع منه بشئ، ثم إنه كان بهذه البلدة وقعة بين إبراهيم الخليجى الخارجى مع عساكر المكتفى بالله فى سنة مائتين وثلاث وتسعين.

وحاصل ذلك على ما نقل فى «دائرة المعارف» لابن الوردى أن الخليجى الخارجى واسمه إبراهيم، كان أحد قواد بنى طيلون، وكان فى نواحى مصر تخلف عن محمد بن سليمان من قوادهم أيضا، وذلك لما ولى المكتفى عيسى بن محمد النوشزى على مصر سنة مائتين واثنتين وتسعين، فكتب عيسى إلى المكتفى بالخبر، وكثرت جموع الخليجى وزحف إلى مصر، وخرج النوشزى هاربا إلى الإسكندرية، وملك الخليجى مصر، وبعث المكتفى العساكر مع فاتك، مولى أبيه المعتضد وبدر الحمامى، وعلى مقدمتهم أحمد بن كيغلغ، فى جماعة من القواد، ولقيهم الخليجى على العريش فى صفر سنة مائتين وثلاث وتسعين فهزمهم، ثم تراجعوا وزحفوا إليه، وكانت بينهم حروب فنى