للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ذهبت طائفة بالبيارق إلى/الجامع الأزهر، وطلبوا الشيخ الشرقاوى، وسلموه تلك البيارق، وأمروه برفعها على منارات الجامع، فنصبوا بيرقين ملونين على المنارة الكبيرة ذات الهلالين، عند كل هلال بيرقا، وعلى منارة أخرى بيرقا، وعند رفعهم ذلك ضربوا عدة مدافع من القلعة.

ثم سار بونابرت إلى الشام يريد فتحها، وفى تسع عشرة من رمضان وصل بعسكره إلى خان يوسف، وفى صبحها دخلوا غزة، واستولوا عليها، وفى الثالث والعشرين منه وصلوا إلى الرملة واستولوا على ما بها من الذخيرة، وفى السادس والعشرين وصلت مقدمتهم إلى يافا، وحاصروها، وفى غرة شوال استولوا عليها بعد محاربات، وأمن من بها من أهل مصر ودمشق وحلب، وأرسلوهم إلى بلادهم سالمين، وقتل من العسكر نحو أربعة آلاف، وأرسلوا بيارقها إلى مصر ورفعوها على الأزهر، بعضها على الباب الكبير فوق المكتب، والبعض على الباب الذى عند حارة كتامة، ثم استولوا على حيفة، ثم حاصروا عكا وقاموا عنها فى شهر الحجة، ثم عادوا إلى مصر ليلة الجمعة غرة المحرم افتتاح سنة أربع عشرة.

وفى شهر رجب من هذه السنة وصل الوزير الأعظم يوسف باشا، وصحبته نصوح باشا إلى العريش وحاصروها، وبعد قليل استولوا عليها فى تاسع عشر الشهر، وقتلوا من بها من الفرنساوية، واستحوذوا على ما كان فيها من الذخيرة والجبخانة وآلات الحرب، وصعد مصطفى باشا الذى باشر الاستيلاء على القلعة مع جملة من العسكر وبعض الأجناد المصرية إلى داخل القلعة، فاتفق أن وقعت نار على مكان بجبخانة البارود المخزون هناك فاشتعلت، وطارت القلعة بما فيها واحترقوا وماتوا وفيهم الباشا المذكور، ومات كثير ممن كان