خارجا عنها وبقربها بما نزل عليهم من النار والأحجار، ولما تحقق الفرنساوية أخذ العريش، وأن العثمانية زاحفون على مصر، تهيأ سر عسكرهم وخرج من القاهرة بجنوده وخيم بالصالحية، وقد كان قبل استيلاء العثمانية على قلعة العريش أرسل إلى سنيت كبير الإنجليز مراسلات؛ ليتوسط بينهم وبين العثمانين فى الصلح، ثم ورد فرمان من حضرة الوزير قبل وصوله لجهة العريش خطابا لجمهور الفرنساوية، باستدعاء رجلين من رؤسائهم وعقلائهم ليتشاوروا معهما على أمر يكون فيه المصلحة للفريقين، فوجهوا إليه من طرفهم بوسليك رئيس الكتاب، وزرت سر عسكر الصعيد، فنزلوا فى البحر على دمياط، وبعد اجتماعهم بالعريش وإجراء اللازم عادوا ومعهم الدفتردار، ورئيس كتاب الوزير لكتب شروط الصلح، فنزلوا بالصالحية وتم عقد الصلح على اثنين وعشرين شرطا، طبعت فى طومار كبير، وورد الخبر إلى القاهرة، وفرح الناس بذلك فرحا شديدا، وأرسل سر عسكر الفرنساوية مكاتبة بصورة الحال إلى قائمقام، فجمع أهل الديوان وقرأ عليهم ذلك، ثم طبعوا منه نسخا كثيرة، وانظر تلك الشروط فى الجبرتى، وقد تعرضنا لها فى كتابنا التاريخ.
وفى رحلة الشيخ عبد الغنى النابلسى بعض بيان للطريق من العريش إلى المحروسة، لا بأس بسوق بعضها، قال: ١٤٤ لما دخلنا العريش نزلنا فى مكان عند باب القلعة، وصلينا فى الجامع داخل السور، ثم زرنا قبر الشيخ الدمياطى فى جامع آخر، وهناك فى تلك البلاد مكان مبارك يقال له اليزك - بفتح المثناة التحتية والزاى المعجمة وفى آخره كاف - ويقال إنه متصل بالغار الذى فى بلاد الخليل ﵇، وسرنا من العريش إلى أن وصلنا إلى بئر المساعيد - بفتح الميم والسين المهملة وبعدها ألف فعين مهملة فمثناة تحتية فدال