للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مهملة - وهناك سبيل معمر بجدران الحجر، فاستقينا منه وملأنا الركاوى، ثم سرنا إلى قبر الساعى وهو قبر مشهور هناك، ثم سرنا إلى محل البرقات - بفتح الموحدة والراء المهملة - وهى منزلة من منازل القافلة، فنزلنا هناك وصلينا الظهر، ثم سرنا بلا شر ولا حر ونزلنا فى الغروب بمكان فى البرية، فأكلنا وأطعمنا الخيل، ثم سرنا فى ذلك الطريق الكثير الرمل حتى مررنا على أم الحسن؛ وهو مكان فيه خان متهدم البنيان من قديم الزمان، ثم سرنا إلى مكان يسمى رءوس الأدراب، وفى نصف الليل وصلنا إلى بئر العبد، وهى منزلة من منازل القافلة، قال السيد محمد كبريت فى رحلته:

ثم أتينا بعد بئر العبد … فى سفح واد ماله من وفد

وماؤه مر زعاق مالح … ولم يكن فيه هواء صالح

ثم سرنا إلى طلوع الشمس، فنزلنا بالفلاة واسترحنا حصة يسيرة، وسرنا حتى وصلنا إلى منزلة قطية، ثم سرنا ومررنا على الرمل الكثير العسير المسمى برمل الغرّابى، قال وذكر المقريزى فى خططه، فى سبب رمل الغرابى أن شداد بن هداد بن شداد بن عاد، عدا إلى أرض مصر، وغلب لكثرة جيوشه على ملك مصر أشمن بن مصر ابن بيصر بن حام بن نوح، وهدم ما بناه هو وآباؤه، وبنى لنفسه أهراما ونصب أعلاما زبر عليها الطلسمات، واختط موضع الإسكندرية، وأقام هناك دهرا إلى أن نزل به وبقومه وباء، فخرجوا من أرض مصر إلى جهة وادى القرى فيما بين المدينة النبوية والشام، وعمروا/الملاعب والمصانع لحبس المياه التى تجتمع من الأمطار والسيول، وكان سعة كل مصنع ميلا فى ميل، وغرسوا النخيل وغيره وزرعوا أصناف الزروعات، وامتدت منازلهم إلى العريش والجفار فى أرض سهلة ذات عيون تجرى وأشجار مثمرة وزروع كثيرة، فأقاموا