اليمانية؛ وأكثر المسافرين يركبون الإبل على أحمالها فيكابدون من سموم الحر عناء ومشقة.
والمقصد من قوص إلى عيذاب على طريقين:
أحدهما: يعرف بطريق العبدين وهى المشروحة، وهى أقصر مسافة.
ولها طريق أخرى دون قرية على شاطئ النيل تسمى مرقة، وتجتمع هاتان الطريقان بالقرب من ماء برقاش المذكورة، ولها مجتمع آخر على ماء يعرف بساعب، أمام ماء برقاش بيوم، والإقامة ببرقاش يوم وليلة للتزود من الماء، ويرحل منه إلى ماء ساعب، وهذا الماء من حفائر تحفر، ويسقى منها، يتزود منها الماء لثلاثة أيام، إلى ماء بموضع يعرف بأمتان، وهناك طريق آخر إلى ماء بموضع آخر يعرف بالحميثرى، بينه وبين ساعب يوم واحد، غير أن الطريق إليه وعر للإبل، وماء أمتان المذكورة من بئر/معينة، وهو أطيب مياه الطريق وأعذبها، فتروى القوافل النازلة عليها على كثرتها، لما فيها من البركة، مع كثرة القوافل التى لو وردت نهرا من الأنهار لما وسعها لا سيما الواصلة من الهند إلى اليمن، ومن اليمن إلى عيذاب، وأكثر ما شهدنا أحمال الفلفل وأنها لتوازى التراب قيمة، وأعجب ما شوهد بهذه الصحراء أنك ترى أحمال الفلفل والقرفة وسائر السلع مطروحة لا حارس لها، تترك بهذه السبيل إما لإعياء الإبل الحاملة لها، أو لغير ذلك من الأعذار، فتبقى فى موضعها إلى أن يتسلمها صاحبها مصونة من الآفات، على كثرة المار عليها من أنواع الناس.