للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما صناعة الحليب فإنهم يفتحون من الجوزة طرفا، ويصبون فى صحفة ما ينزل منها، ثم يكشطون بحديدة ما بقى بالجوزة لاصقا، ويمرسون كل ذلك مرسا جيدا، فيصير كاللبن لونا وطعما ويأتدمون به.

وأما صناعة الزيت فإنهم يأخذون الجوز بعد نضجه وسقوطه عن شجره، فيزيلون قشره ويقطعونه قطعا، ويجعل فى الشمس، فإذا ذبل طبخوه فى القدر واستخرجوا زيته، وبه يستصبحون ويأتدمون.

وفى مدينة قونية قبر الشيخ الصالح القطب جلال الدين المعروف بمولانا، وهو شيخ كبير القدر، ويذكر أنه كان فى ابتداء أمره فقيها مدرسا تجتمع عليه الطلبة، فدخل عليه يوما بمدرسته رجل يبيع الحلواء وعلى رأسه طبق، فلما أتى إلى المجلس قال له الشيخ: هات طبقك، فأخذ الحلوائى قطعة من الحلواء، وأعطاها للشيخ فأكلها، وخرج الحلوائى ولم يطعم أحدا سوى الشيخ، فخرج الشيخ فى إثره وترك الدرس، فأبطأ على الطلبة فخرجوا فى طلبه، فلم يعرفوا له مستقرا، ثم إنه عاد إليهم بعد أعوام وقد توله، وصار لا ينطق إلا بالشعر الفارسى، فكان الطلبة يتبعونه ويكتبون ما يصدر عنه من ذلك الشعر، وألفوا منه كتابا سموه بالمثنوى، وأهل تلك البلاد يعظمون ذلك الكتاب.

وبخارج مدينة خوارزم نهر جيحون وقبر الشيخ نجم الدين الكبرى من كبار الصالحين، وعليه زاوية، وقبر العلامة جار الله الزمخشرى، وزمخشر: قرية على مسافة أربعة أيام من خوارزم.

وفى مدينة بخارى قبر الإمام أبى عبد الله محمد بن إسماعيل البخارى مصنف الصحيح رضى الله تعالى عنه، وهى فى برية رمال لا عمارة بها، وهى قادة ما وراء نهر جيحون. وبخارج مدينة سمرقند قبر قثم بن العباس رضى الله تعالى عنهما، استشهد يوم فتحها،