وعليه زاوية عظيمة، يتبركون به حتى كفار التتار، ومنها يسافر إلى مدينة نسف، وإليها ينسب أبو حفص النسفى، ثم إلى مدينة ترمذ وإليها ينسب أبو عيسى محمد الترمذى مؤلف:(الجامع الكبير) فى السنن.
وبمدينة طوس من مدن خراسان قبر أبى حامد الغزالى ﵁ وهى بلدته، وبعدها مدينة مشهد الرضى، وبها مشهد على بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الإمام الحسين رضى الله تعالى عنهم أجمعين، وعلى المشهد قبة عظيمة مزينة بالفرش الحرير وقناديل الذهب، وفى القبة بإزاء قبر الرضى قبر أمير المؤمنين هارون الرشيد، يضعون عليه الشمعدانات، وإذا دخل الرافضى للزيارة يضرب قبر الرشيد برجله، ويسلم على قبر الرضى. والشيخ أبو يزيد البسطامى من مدينة بسطام، وقبره بها، ومعه فى قبة واحدة أحد أولاد جعفر الصادق، وهى من مدن خراسان.
وبمدينة غزنة قبر الملك المجاهد صاحب الفتوحات بالهند محمود بن سبكتكين، وبخارج مدينة كنكار - بفتح الكاف الأولى والنون - وهى كرسى جزيرة سيلان قبر الشيخ الشيرازى، وسلطان هذه المدينة وأهلها يزورونه ويعتقدونه، وهو كان الدليل إلى القدم، ولما قطعت يده ورجله صار الأدلاء أولاده، وسبب قطعه أنه ذبح بقرة، والحكم عند كفار الهنود أن من ذبح بقرة ذبح مثلها، وجعل فى جلدها وأحرق، وكان الشيخ عثمان معظما عندهم فقطعوا يده ورجله، وأعطوه مجبى بعض الأسواق.
والياقوت العظيم والبرهمان إنما يكون فى هذه البلدة، ويحفر على الياقوت فيوجد فى أحجار بيضاء متشعبة، وهى التى يتكون الياقوت فى أجوافها، فتقطع للحكاكين فتحك حتى تفلق عن الياقوت،