للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الفرعونية، ومنها إلى بحر الغرب، ثم تعمل ترعة إلى الإسكندرية، وفى ذلك التصميم عدة هويسات وقناطر ومبان ولم يتم ذلك كما مر، ثم بعد رحيلهم من هذه الديار استمر إهمال هذه الأمور التى منها المنافع العمومية، وأهمل أمر الجسور وغيرها، فانفتحت تلك الترعة، وحصل منها الضرر العام.

وفى ربيع الأول من سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف اهتم العزيز محمد على بسدها، وعين لها السيد محمد المحروقى، وكانت قد انفتحت من محل ينفذ إلى جهة الترعة المسماة بالفيض، وكان ذلك بمباشرة أيوب بك الصغير، لئلا ينقطع الماء عن بلاده، فتهورت هذه الناحية أيضا واتسعت، وقوى اندفاع الماء إليها حتى جف البحر الغربى والشرقى، وتغير ماء النيل، وظهرت فيه الملوحة من حدود المنصورة، وتعطلت مزارع الأرز وشرقت بلاد البحر الشرقى، وشربوا الأجاج وماء الآبار والسواقى، فحصل العزم على سدها، وتقيد بذلك السيد محمد المحروقى وذو الفقار كتخدا، وطلبوا المراكب لنقل الأحجار من الجبل، وذهب ذو الفقار إلى جهة السد، /وجمع العمال والفلاحين، وسيقت إليه المراكب المملوءة بالأحجار من أول شهر صفر إلى وقت تاريخه، وجبوا الأموال من البلاد لأجل النفقة على ذلك، ثم سافر السيد محمد المحروقى أيضا، وبذل جهده ورموا بها من الأحجار ما يضيق به الفضاء فى الكثرة.

وتعطل بسبب ذلك المسافرون لقلة المراكب وجفاف البحر الغربى، والخوف بالسلوك فيه من قطاع الطريق والعرب، فكانت مراكب المعاشات التى تأتى بالمسافرين وبضائع التجار ترسو على محل العمل، وينقل ما بها من الشحنة والبضائع إلى البر، ثم ينقل إلى السفن والقوارب التى تنقل الأحجار، ثم يأتون بها إلى ساحل بولاق، فيخرجون ما فيها إلى البر، وتذهب السفن والقوارب إلى نقل الأحجار،