ولا يخفى ما يحصل من ذلك فى البضائع من التلف والضياع والسرقة وزيادة الكلف ونحو ذلك من الخسارات، وطال أمد هذا الأمر، وفى أواخره نزل الباشا للكشف على الترعة، فغاب يومين وليلتين، ثم عاد إلى مصر. انتهى. ولم يفهم منه هل سدت فى تلك المدة أم لا.
وفيه أيضا أنه قوى الاهتمام بسدها فى شهر ذى الحجة سنة ثلاث وعشرين، وتعين لذلك شخص يسمى عثمان السلانكلى، الذى كان مباشرا على جسر الإسكندرية، وسافر إليها أول الشهر، وفى منتصفه سافر الباشا وصحبته حسن باشا لمباشرتها، وأمر بسوق الأحجار، وجمعوا لذلك عدة كبيرة من المراكب، تشحن بالأحجار والأخشاب كل يوم، وجلب لها الرجال من القرى للعمل.
وفى غرة ربيع الأول من سنة أربع وعشرين كمل سدها، واستمر العمل فيها بعد ذلك لتأييد السد بالأحجار والمشمعات والأتربة نحو ستة أشهر، وصرف عليها من الأموال ما لا يحصى، وجرى البحر الشرقى وغزر ماؤه، وجرت فيه السفن من دمياط بعد أن كان مخاضة، وأقام بالسد عمر بيك تابع الأشقر لخفارته وتعهد الخلل. انتهى.
ويؤخذ منه أنها انفتحت بعد ذلك، فإنه ذكر فى حوادث سنة ست وعشرين أن الباشا نزل فى يوم الاثنين رابع عشر ربيع الأول من تلك السنة إلى المترعة الفرعونية للاهتمام بسدها، ونقل الأحجار فى المراكب، وأقام عند السد أربعة أيام، ثم ذهب إلى الإسكندرية عندما أتته الأخبار بمجئ الإنكليز لأجل مشترى الغلال، فذهب ليبيعها عليهم. انتهى.
ومن جميع ما مر، يعلم أن هذه الترعة كانت من الأمور المعتنى بها، وكان يترتب دائما على جسرها الخفرة والمحافظون، وفى كل حين يصير مرمة سدها وتقويته حتى لا تنقطع، وصرفت عليها