مصاريف جسيمة، وكان البحر يدخلها فى أيام زيادته من جهة بحر رشيد ومن تصافى الترع، وبذلك كان انتفاع البلاد المجاورة لها، ولما صار الشروع فى اتساع دائرة الزراعة الصيفية، وعملت الترع والخلجان اللازمة لذلك فى جميع المديريات البحرية، صار الاستغناء عن هذه الترعة بالكلية، وسدت من جهة الغرب أيضا، وبقيت زمنا يصرف فيها المياه المجاورة لها، وأخذت فى الارتدام.
وفى زمن المرحوم سعيد باشا أعطى أغلبها أباعد، وجرى فيها الإصلاح، وللآن باق منها برك بقرب منوف وغيرها، وفى الجبرتى أيضا أن قرية الفرعونية كانت فى التزام محمد أغا كتخدا الجاويشية سابقا، وكان مقيما بها وقت وقعة المماليك بقلعة الجبل بمصر، وبسبب ما بينه وبين كتخدا الباشا من المنافرة من مدة سابقة، أرسل كتخدا إلى كاشف المنوفية قبل الحادثة بيوم يأمره بقتله، فأرسل الكاشف طائفة من العسكر، فدخلوا عليه وقت الفجر فى شهر صفر سنة ست وعشرين ومائتين وألف، وهو يتوضأ لصلاة الصبح، فقتلوه واحتزوا رأسه وأخذوها إلى مصر.
وحاصل حادثة المماليك المذكورة أن العزيز محمد على لما قلد ابنه طوسون باشا سر عسكر الركب المتوجه إلى الحجاز، وخرجت جيوشه إلى قبة العزب، نوه أيضا بتوجيه عساكر إلى جهة الشام لتمليك يوسف باشا محله الذى كان عزل عنه، وجعل رئيسهم شاهين بيك الألفى، وعينوا يوم الجمعة للسفر، فلما كان يوم الخميس طاف ألاى جاويش بالأسواق على الهيئة القديمة فى المناداة للمواكب العظيمة، وهو لابس الضلمة والطبق على رأسه، وراكب حمارا عاليا، وأمامه مقدم بعكاز، وحوله قبجية ينادون بقولهم:(يارن ألاى) ويكررون ذلك فى أخطاط المدينة، وطافوا بأوراق التنبيهات على كبار