العسكر والأمراء المصريين الألفية وغيرهم، يطلبونهم للحضور فى باكر النهار إلى القلعة، ليركب الجميع بتجملاتهم وزينتهم أمام الموكب.
فلما أصبح يوم الجمعة، ركب الجميع فى الساعة الخامسة، وطلعوا إلى القلعة وطلع المصريون بمماليكهم وأتباعهم وأجنادهم، فدخل الأمراء عند الباشا وصبحوا عليه، وجلسوا معه حصة، وشربوا القهوة وتضاحك معهم، ثم انجر الموكب على الوضع الذى رتبوه، فانجر طائفة الدلاة وأميرهم المسمى أزون على، ومن خلفهم الوالى والمحتسب والأغا والوجاقلية والألداشات المصرية، ومن تزيا بزيهم، ومن خلفهم طوائف العسكر الرجالة والخيالة، والبيكباشيات وأرباب المناصب، وإبراهيم أغا أغا الباب، وسليمان بك البواب يذهب ويجئ ويرتب الموكب.
/وكان العزيز قد بيت قتل جميع الأمراء المماليك وأتباعهم؛ ليتخلص من شرهم، ويريح القطر من أذاهم ونهبهم وسلبهم، وأسر ذلك إلى حسن باشا وصالح قوج والكتخدا فقط، وفى صبح ذلك اليوم أسروا به إبراهيم أغا أغا الباب، فلما انجر الموكب وانفصل الدلاة ومن خلفهم من الوجاقلية والالداشات المصرية عن باب العزب، أمر صالح قوج عند ذلك بغلق الباب، وعرف طائفته بالمراد، فالتفتوا ضاربين للمصريين، وقد انحصروا بأجمعهم فى المضيق المنحدر، وهو الحجر المقطوع فى أعلى باب العزب، فيما بين الباب الأسفل والباب الأعلى الذى يتوصل منه إلى سوق القلعة.
وكانوا قد أوقفوا عدة من العسكر على الحجر والحيطان، فلما حصل الضرب من التحتانيين، أراد الأمراء الرجوع إلى القهقرى، فلم يمكنهم ذلك لانتظام الخيول فى مضيق النقر، وأخذهم ضرب البنادق