للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال: واختلف فى التاريخ الذى ترتبت فيه القناصل البندقانيون، فذهب بعض المؤرخين إلى أن ذلك كان بالثغور الداخلة فى حكم السلطان سنة ثمان وثمانين وثلثمائة وألف ميلادية، وبعضهم إلى أنه كان فى سنة أربعين وثلثمائة وألف، وأنه قد استحصل على الرخصة من البابا باستعمال مراكب التجارة بين الشام ومصر، وبناء على ذلك عقدت شروط بين جمهورية ونديق والسلطان، وتعين قنصلا فى الإسكندرية الأمير بيير الحجر جستيانو وأقام بالإسكندرية، وكان هو أول قنصل بمصر من طرف الدولة، ثم بعد سنتين من هذا التاريخ تعين من طرف الدولة أيضا قنصل لجهة الشام، وأقام أولا بدمشق ثم انتقل إلى حلب، وأما تونس وبلاد الأرمن فترتيب القناصل بها من سنة سبعين ومائتين وألف ميلادية.

وقد تكلم العالم سندى على شروط عملت بين سلطان مصر والبندقانيين فى سنة اثنتين وأربعين وثلثمائة وألف، قال دساسى:

الحق أن ذلك كان سنة ست وأربعين وثلثمائة وألف، وهو الموافق لما ذكره المقريزى فى كتاب: «السلوك»، حيث قال: إنه فى شعبان سنة خمس وأربعين وسبعمائة هجرية، موافقة سنة خمس وأربعين وثلثمائة وألف ميلادية، حضرت رسل من البندقانيين يطلبون عقد مصالحة، وأن يعاملوا بالرفق، ويؤمنوا على أنفسهم وأموالهم، ويرخص لهم فى البيع ممن أحبوا، فصدرت الأوامر لناظر الخاص بأن لا تؤخذ بضائعهم غصبا، وأن يدفع ثمن ما يؤخذ نقدا، وأن لا يجبروا على بيع ما لا يرغبون بيعه، وأن يؤخذ على ما يرد من بضائعهم اثنان فى المائة عوضا عما كان يؤخذ أولا وهو أربعة ونصف فى المائة، وذلك لأجل زيادة رغبة الفرنج فى كثرة جلب البضائع إلى هذه الديار، وقبل تلك المدة قد كثر عددهم بالإسكندرية بسبب رعاية الحكومة لهم وإكرامهم.