للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفى شهر رجب من السنة المذكورة حضرت رسلهم بهدايا ومكاتبات من ملوكهم للسلطان، وفيها: إنهم يلتزمون أوامر السلطان، ويكونون معه، ويلزمون ملك قبرص برد الأسارى .. وما انتهبه من الإسكندرية، ويطلبون عقد مصالحة، وأن يخلى بين تجارهم وبين ثغر الإسكندرية كما كان قبل ذلك، وأن تفتح كنيسة بيت المقدس للزيارة، وكانت قد قفلت وقت حادثة الإسكندرية، فأكرم السلطان الرسل، وقبل هداياهم، ولم يقبل عمل الصلح، وأخبر أنه عازم على محاربة ملك قبرص، وتخريب/جزيرته.

وفى ذى القعدة من تلك السنة حضر رسول من متملك جنوة ومعه ستون أسيرا من الذين أسروا من الإسكندرية، ومعهم هدايا للسلطان وللأمير يلبغا، ومعهم خطاب يذكر فيه أن هؤلاء الستين أسيرا هم الذين عنده، وأنه لم يعلم بالوقعة إلا بعد حصولها، وأنه لو تمكن من قتل ملك قبرس لقتله، وقد أكثر الأسارى فى مدحه وإكرامه إياهم وحسن معاملته فقبلت هداياه، وفى الثامن عشر من جمادى الأولى سنة ثمان وستين وسبعمائة حضرت رسل من طرف متملك جنوة أيضا، يطلبون الإذن لتجارهم بالورود إلى ثغر الإسكندرية فأذن لهم فى ذلك.

وفى غرة صفر سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة، حضرت رسل من فرنسا لطلب الصلح، فحلفوا على أن لا يخونوا ولا يغدروا، ثم خلعت عليهم الخلع، وسافروا ومعهم رسل من طرف السلطان لتحليف ملكهم أيضا على ذلك، وأخذت منهم رهائن بقيت بالقلعة.

وفى شهر جمادى الأولى حضر باقى الأسارى الذين كانوا عنده، فأجرى عقد الصلح وفتحت كنيسة بيت المقدس.