حضورهم أمام السلطان فى ثمانية من الشهر، وكان الغرض من حضورهم أربعة أشياء.
الأول: الإذن لهم بالتجارة فى بلاد السلطان.
الثانى: تقرير مقدار الجمرك على البضائع الواردة والصادرة على قدر المقرر على الجنويين.
الثالث: أن يرخص لهم فى إقامة قنصل من طرفهم بالإسكندرية وبيروت.
الرابع: أن يرخص لهم فى تسيير معاملتهم الذهب والفضة فى جميع المملكة، فأجيبوا إلى جميع ذلك مع أمور أخر طلبوها وأجيبوا فيها.
ونقل دساسى أيضا عن كتاب:«السلوك» أن أغلب البضائع الواردة من بلاد البنادقة كانت أنواع الأقمشة، وكانت هى المرغوبة، وكان المصريون يتغالون فيها ويلبسونها كثيرا سيما النساء، حتى قيل: إنه فى الثالث والعشرين من شوال سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة نودى بالقاهرة أن لا تلبس امرأة قميصا واسعا، ولا تزيد فى تفصيل القميص على أربعة عشر ذراعا، وكان النساء قد بالغن فى توسعة القمصان، حتى كان القميص الواحد يفصل من اثنين وتسعين ذراعا من البندقى الذى عرضه ثلاثة أذرع ونصف، فتكون مساحة القميص زيادة عن ثلثمائة وعشرين ذراعا، واستعمله نساء الملوك والصعاليك حتى فحش ذلك، فحصل التنبيه على تركه. وفى ثانى شهر الحجة من هذه السنة ندب الأمير كمشبغا نائب الغيبة جماعة نزلوا إلى أسواق القاهرة وشوارعها، وقطعوا أكمام النساء الواسعة، فامتنع النساء من يومئذ أن يمشين بقمصان واسعة مدة الأمير كمشبغا، ثم عدن إلى ذلك بعد عود السلطان.