للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهلها، وأخذنا عليه سندا بالاستلام، وبعد برهة حضر طائفة منهم وقالوا إنه غير أمين، وهذا فلان - لرجل منهم - مشهور بالصلاح والديانة، فأخذنا المبلغ من الأول وسلمناه للثانى، وبعد برهة عادوا وقالوا: إنه رجل خائن، وهذا فلان أهل لتحمل الأمانة، فأعطيناها له، وما زالوا كذلك حتى ظهر لنا بالبحث أنهم يطلبون من مستلم المبلغ قسمته بينهم، فيأبى المستلم فيقدحون فيه، وأخير سلمنا المبلغ لوكيل المغاربة بجزيرة ماعون.

ثم لما وصلنا إلى بنى غازى وأردنا إخراج مغاربة تلك الجهة لم يقبلوا منهم إلا اثنين وعشرين شخصا، وردوا علينا الباقى لدعواهم عدم معرفتهم، ثم توجهنا إلى مالطة فلم يقبلونا داخل الليمان، بسبب الموت الواقع فى المغاربة، وأرسلونا إلى مرسى فى جنوب مالطة، وأرسلوا لنا الفحم والمياه، ثم قمنا إلى طرابلس، فقبلوا منهم أهل البلد وردوا علينا العرب، مع أنهم من عرب بلادهم، ثم قمنا إلى تونس فلم يقبلوا شخصا واحدا، بل رتبوا الحرس حول السفينة لمنع الخروج منها، ثم قمنا إلى جزيرة ماعون التابعة لحكومة أسبانيا، وأجرينا بها أصول الكرنتينة، فأخرجنا المغاربة إلى البر فى محل الكرنتينة، وبعد مضى خمسة عشر يوما اكترينا سفينتين/ شراعيتين بمعرفة قنصل البلد، وأنزلنا بهما حجاج تونس وطرابلس والجزائر قهرا عنهم، وصرفنا لهم مقدارا من البقسماط، ثم قمنا بالباقين إلى مدينة طنجة التابعة لحكومة فاس، فلم يقبلوا أحدا، فمكثنا يومين لذلك فلم يقبلوا، وليس بعد طنجة إلا أمريكة، فعدنا بهم إلى ليمان جبل طارق، وحررنا جرنالا إلى وكيل حكومتنا بجميع ما صار معنا، فأمرنا بالإقامة إلى انتهاء هذه القضية، وأمرنا سرا أن لا نخبر الحكومة الإنكليزية بموت أحد من المغاربة، وفى ثانى يوم ورد جواب