ومن مؤلفاته أيضا كتاب:(المنن والأخلاق) فى بيان وجوه التحدث بنعمة الله عليه، منها أنه قال: حفظت القرآن وسنى سبع سنين، قال صاحب:(الدرر المنظمة): وقد نقلت من كتاب: (المنن) المذكور، وأنه قال: ومما أنعم الله به علىّ، كشف حجابى فى أوائل دخولى فى طريق القوم، حتى سمعت تسبيح الجمادات والحيوانات، وذلك أنى كنت أصلى المغرب خلف الشيخ أمين الدين بن النجار إمام جامع الغمرى بالقاهرة، فانكشف الحجاب عن قلبى من صلاة المغرب إلى طلوع الشمس، فصرت أسمع كلام أهل مصر، ثم اتسع الأمر إلى قرى مصر، ثم سائر الجوانب إلى البحار المحيطة، وسمعت تسبيح سمك البحر المحيط الذى ما بعده بحر، وهو يقول:(سبحان الملك الخلاق، رب الجمادات والحيوانات والنبات والأرزاق، سبحان من لا ينسى أحدا من خلقه، ولا يقطع بره عمن عصاه) وذلك فى سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة، ثم إن الله رحمنى وأسدل علىّ الحجاب، ولولا ذلك لذهل عقلى، وقال فى الكتاب المذكور:(ومما أنعم الله به علىّ وتفضل، عدم قولى بالجهة فى جانب الحق جل وعلا، من حين كنت صغيرا عناية من الله ﷿، لا يعمل عملته، ولا يخير قدمته، ولا بسلوك الطريق على يد شيخ، وقد هلك فى هذا الباب خلائق لا يحصون، وقال أيضا فى الكتاب المذكور: ومما أنعم الله به علىّ معرفتى بأصوات الشرفاء من ذكر أو أنثى من وراء حجاب، وأميز صوت الشريف من صوت غيره، كما أعرف كلام النبوة من المدرج فيه، وكما أعرف الكلام المزور فى المكاتيب من غيره بمجرد رؤية الخط، وكما أعرف جميع ما جناه العبد من رؤية وجهه وغير ذلك مما هو مذكور فى: (الدرر المنظمة) وغيرها.