ونقل عن المترجم أن مؤلفاته تزيد على سبعين مؤلفا، ولم تزل شهرته تتزايد ومشايخ العرب وأكابر القاهرة يترددون إليه فى المدرسة الأرزيكية، ورسائله مقبولة عندهم فى الغالب عند كل مهم وقضية، واتفق من عناية الله تعالى به أنه لما فتش على الرزق السلطانية وغيرها تفتيشا عاما فى ولاية على باشا الوزير الكبير سنة نيف وخمسين وتسعمائة، وكشف عن رزق مدرسته وما حبس عليه وعلى مريديه بها، ظهر فساد أصول ذلك، وشهد أحمد الراشدى كاتب أوقاف الجيوش المنصورة بما يطعن فى الوقف والمحصور على جارى عادته، ولا يعارض فيما بيده، وكتب عرضه إلى الباب السلطانى، بما كان سببا لإفادته، فعاد الجواب بإجرائه فيه على أحسن العوائد وأتم الفوائد، من غير منازع له فى ذلك ولا مدافع، إنعاما من الإمام الأعظم واستجلابا للدعاء من الموقوف عليه فى مجالس الذكر وأوقات العبادات التى هى المغنم.
وعطفت على إشارات الشيخ الخواطر، ولهجت بذكر محبته ألسن مشايخ العرب والأكابر، حتى صار الحال فى الغالب لا يتولى أحد منصبا سلطانيا إلا بعد أن يجتمع بالشيخ ويأخذ خاطره فى شأنه، وربما مرّ على زاويته بتشريفه وموكبه، ونزل على بابها، وأوقف من معه خارجها، ودخل إلى الشيخ وقبل يده، ثم عاد إلى حاله مستبشرا باجتماعه به، ومعتمدا على ما صدر من ألفاظه، وانفرد فى القاهرة بكثرة القبول والإقبال، وأخذ خاطره من الأكابر والأصاغر فى غالب كل قضية وولاية وحال، مع تواضعه جدا خصوصا لذوى المناصب وأكابر الدولة والمتولين ممن يتردد إليه من الأمراء والأعيان، وإقباله بكليته عليهم إذا حضروا عنده فى كل وقت وأوان، وإعراضه عمن سواهم حالة اجتماعه بهم، وربما انفرد بذاته معهم فى مكان، وتبرعه بحمل