حملاتهم، وبذل جهده فى تحصيل إراداتهم، ومقصوده بذلك سرعة قبول شفاعته لديهم، وقضاء مآرب من يقصدهم ويعتمد عليهم، وربما أثقلته فى بعض الأوقات حملة من الحملات، فيرد عليه بسبب ذلك من الواردات، ما يأمر بسببه الفقراء والأطفال والقاطنين بزاويته بالصعود إلى سطحها والمنارة، والتضرع إلى الله بجليل الابتهالات، وربما رمى نفسه طرحا على الأعتاب متغلبا فى ذلك الحال الذى يرد عليه، أو فى /طريق الباب.
وربما خرج من زاويته عشاء منفردا ماشيا لوارد أو حال ورد عليه، فلا يتبعه أحد من الفقراء لهيبته، ولا يومئ إليه، وحج مرارا متقللا، سواء كان متلبسا بالفرض أو متنفلا. منها فى سنة سبع وأربعين وتسعمائة، وفى سنة ثلاث وخمسين، وثلاث وستين، ولم تزل مدرسته مأوى للفقراء والمجاورين، ولهم بها الراتب فى الغداة والعشى من ذلك الوقف، وما يفتح الله به على تداول الأوقات والسنين، مع إحياء ليلة الاثنين والجمعة، واجتماع العدد الوافر والجم الغفير بعد صلاتها فى تلك البقعة، وملازمته لإلقاء الدروس من الفقه ومن مصنفاته التصوفية على مريديه فى أوقات متعددة، من غير بحث من أحد الفقهاء المترددة. وربما حملت إليه الصلات والهبات من النقود والأصناف المتنوعات، فتارة يخص بها المجاورين وتقسم عليهم على كل الحالات، وتارة يمنع من قبول ذلك بأدنى الإشارات؛ وله فى مثل ذلك وقائع معدودة وأحوال مشاهدة ومقصودة.
وقد أجمع على اعتقاده والتردد إليه وأخذ إشاراته والعمل بها الجم الغفير من الأعيان المتنوعة المراتب وغيرهم من كل جليل وحقير، واجتمع عنده وانقطع لديه على سماط الله الأعداد الوافرة رجالا ونساء