إنسانا دينا صالحا محبا لفعل الخير وأهله سالكا طريق الخلوتية، أخذها عن العارف بالله تعالى الشيخ مصطفى المنادى المتوفى سنة خمس وستين، وضريحه بجامعه المشهور باسمه بدرب الجماميز.
وقد توفى المترجم سنة اثنتين وسبعين، وأعقب ابنه محمد بيك، دخل المكتب بقليوب وهو صغير، فتعلم القراءة والكتابة، وتربى أحسن تربية، وتأدب أحسن تأديب، ولما تأهل للحكم وحسن السياسة أحيلت عليه عهده الناحية سنة إحدى وثمانين، بأمر كريم من الخديوى إسماعيل، وأحسن إليه بالنيشان المجيدى لزيادة الشرف، وفى سنة ثلاث وثمانين جعل/عضوا فى مجلس شورى النواب، وفى سنة أربع وثمانين جعل عضوا فى مجلس ثانى بحر الزراعة بالشرقية، وأحسن إليه برتبة القائم مقام، ثم انتقل بهذه الرتبة إلى وكالة مديرية القليوبية سنة ست وثمانين، ثم وكالة مديرية المنوفية سنة سبع وثمانين، ثم فى سنة ثمان وثمانين أنعم عليه الخديوى إسماعيل برتبة أمير ألاى، وجعل مدير مديرية المنوفية، فأقام بها نحو السنتين، ثم عوفى من الخدامة أشهرا، ثم ندب إليها فجعل مأمور فرقة أولى فى تفتيش الإيرادات بالقليوبية، وفى سنة اثنتين وتسعين جعل مدير مديريتها، ثم عوفى، ثم ندب ثانيا إلى الخدامة، فجعل مأمور مالية مديرية الجيزة، وهو إنسان دين، سهل الأخلاق، حسن التلاق، جواد كريم، قائم بوظائفه مع العفة والنزاهة، له كأسلافه إحسانات جمة، وأفعال خيرية.
وبالجملة فهم من أشهر عائلات تلك الجهة، وعدتهم الآن نحو مائة ونيف وثلاثين من الذكور، أكثرهم أهل يسار وذكاء وفطنة، ولهم بقليوب وغيرها أملاك وعقارات كثيرة، فجميع الحوانيت والوكائل التى بقليوب ملك لهم خاصة، وكذلك الحدائق ذات الفواكه، وهى ثمانية فى جميعها سواق معينة، ولهم بها معملان للدجاج، ووابور لحلج القطن