بجوار محطة السكة الحديد، وثمان وابورات فوق البيسوسية والشرقاوية لسقى القطن والقصب وأنواع الخضروات وغيرها، وزمام أطيان بلدتهم سبعة آلاف فدان، تروى من ترعة البيسوسة وترعة قليوب التى فمها من النيل، فى شرقى فم البيسوسية، على نحو مائتى متر، منها للأهالى ثلاثة آلاف فدان، وللشواربية خاصة أربعة آلاف فدان، يزرعون فيها جميع أصناف الزرع، وربما لا يقتصرون عليها.
وكان سليمان منصور الشواربى شجاعا مقداما مهيبا، حصلت له عدة وقائع وشدائد من الفرنسيس أيام تملكهم هذه البلاد، آلت إلى قتله، وسببها تحشيده الناس على الفرنسيس، وعزمه على تنظيم جيش لمقاتلهم.
ففى «تاريخ الجبرتى» من حوادث شهر رجب سنة ألف ومائتين وثلاث عشرة أن كبير الفرنسيس الذى بناحية قليوب حضر إلى مصر وصحبته سليمان الشواربى؛ شيخ قليوب وكبيرها، فحبسوه فى القلعة، قيل فى سبب ذلك أنه عثروا له على مكتوب وقت فتنة مصر، الذى قتل فيها شيخ العميان الجوسقى، والشيخ أحمد الشرقاوى وغيرهما، وأرسله إلى سرياقوس ليستنهض أهل تلك النواحى للقيام، ويأمرهم بالحضور وقت أن يرى الغلبة على الفرنسيس، وبعد أيام من حبسه قتلوه ومعه ثلاثة رجال من عرب الشرقية، فأنزلوهم من القلعة إلى الرميلة على يد الأغا، وقطعوا رءوسهم وحملوا جثة الشواربى مع رأسه فى تابوت، وأخذه أتباعه إلى بلده قليوب ليدفن مع أسلافه.
وفيه أيضا من حوادث سنة ألف ومائتين وتسع عشرة أن المماليك بعد أن طردتهم الأرنؤد من مصر تشتتوا فى البلاد، وعاثوا فيها بمن معهم من العرب، كما ذكرنا ذلك فى الوائلى وبلبيس وعدة مواضع من هذا الكتاب، ومن ضمن البلاد التى أفسدوا فيها مديرية