القليوبية، حتى إنهم حاصروا كاشف القليوبية فى قليوب، فدخل بمن معه الجامع وتترس به وحارب ثلاثة ليال، وأصيب كثير من المحاربين له، ثم تركوه ففر بمن بقى معه إلى البحر، ونزل فى قارب وحضر إلى مصر، وأخلى لهم البلاد، فأخذوا حملته ومتاعه وجبخانته، وطلبوا مشايخ النواحى مثل شيخ الزوامل وشيخ العائذ، وشيخ قليوب، وألزموهم بالكلف، وضربوا على القرى الضرائب الشاقة مثل ألف ريال وألفين وثلاثة، وعينوا العرب لتخليصها من الأهالى، وعملوا لهم خدما وحق طريق، خلاف المقدر عشرين ألف فضة وأزيد، ومن استعظم شيئا من ذلك وعصى عليهم حاربوا قريته ونهبوها، وسبوا نساءها وقتلوا أهلها، وأحرقوا جرونهم، وهكذا من هذه الفعال.
وفى شهر صفر سنة عشرين نزل الباشا من القلعة، ودخل بيت سعيد أغا، وحضر هناك محمد على وحسن باشا أخو طاهر باشا وعبدى بيك أخوه، وتقلد محمد على باشا ولاية جدة، ولبس فروة وقاووقا، فثارت عليه العسكر، وطلبوا منه العلوفة، فقال لهم: ها هو الباشا عندكم، وركب إلى داره بالأزبكية، وصار ينثر الذهب بطول الطريق، فسارت العسكر إلى أحمد باشا الوالى، ومنعوه من الركوب، فلم يزل إلى ما بعد الغروب، ثم ذهب مع حسن باشا إلى داره، وأشيع فى المدينة حبسه، وفرح الناس وباتوا مسرورين، فلما طلع النهار تبين أنه طلع إلى القلعة فى آخر الليل، وطلع صحبته عبدى بيك والناس ثانيا، وفى ذلك اليوم طلب الباشا من ابن المحروقى وجرجس الجوهرى ألفى كيس، وأشيع أنه عازم على عمل فرضة على أهل البلد، وطلب أجرة الأملاك، بموجب قوائم الفرنساوية.
وفى هذا اليوم ركب طائفة من الدلاة، وذهبوا إلى قليوب، ودخلوها واستولوا عليها وعلى دورها، وربطوا خيولهم على أجرانها، وطلبوا