يطرق أذهاننا شئ يقال له سكة حديد، فعندما وصلنا إلى تلك البلدة الشهيرة صرنا فى نظارة أحد المشرعين المعتبرين بتلك البلدة، واسمه:(البارون دوبريل) فأحسن تربيتنا واشتغل بها مع كمال النصيحة والاعتناء بحيث حصلت أنا ومن معى تحت نظارته، ابتداء على اللغة النمساوية، ولم يأل جهدا فى تحصيل العلوم الطبية مع باقى اللغات الضرورية، كاللغة الفرنساوية والإنكليزية، وما لزم من اللغة اليونانية واللاتينية، مع تمريننا على اكتساب عوائد الأوروباوية، بإدخالنا الجمعيات الحافلة، وزيارة العائلات الشهيرة والسياحات المتعددة فى جهات جبال ذاك القطر وغيرها، واطلاعنا على آثار تلك البلدة النفيسة التى أستحقت أن تسمى بأتينه المستجدة، لما فيها من المنشآت العظيمة العتيقة والمستجدة.
وبعد أن أتممت دراستى فى هذه البلدة، حصلت بامتحان عام على رءوس الأشهاد/على رتبة الدكتورية، وكان إذ ذاك حاضرا ما ينيف على عشرين معلما لابسين هيئة الملابس الطبية الرسمية القديمة، أعنى التاج والفرجيات الواسعة الأكمام جدا، وإرخاء الشعور المستطيلة، وبعضهم متقلد بالنياشين، وأنا متقلد بالسيف الصغير حكم عادتهم القديمة مع كل متقلد برتبة الدكتورية، وكان ممن حضر هذا الامتحان بعض المعلمين المشهورين فى كل البلاد لا بخصوص مملكة الببؤويرا، كالمعلم ليبج الكيماوى، وسييلد المشرح، وروت موندا الجراح، وفيفر الطبيب، وكان هذا هو المحامى لى فى حومة هذا المحفل العظيم، وقد أجاد فى مقالة عظيمة راجعها فى خطبة كتابنا:(وسائل الابتهاج فى الطب الباطنى والعلاج)، ترجمة كتاب الشهير نيمير.