وبعد ذلك توجهت فى سنة ٧٠ إلى وبينة طبقا لأمر المرحوم عباس باشا، لأجل الحصول على المعلومات الطبية العملية، وقد اقتدينا بمشاهير عديدة، منهم: المعلم شوه معلم الجراحة، وتلسر واسكودا معلما الطب، والمعلم روكتنسكى معلم التشريح المرضى، والمعلم بيجر وروزاس معلما فن الرمد، والمعلم سجموند معلم الداء الزهرى، والشهير هبرا معلم أمراض الجلد.
وفى هذه السنة توفى المرحوم عباس باشا، وقد تمادينا على تعليمنا العملى بأمر مخصوص من المرحوم سعيد باشا، وفى آخر هذه السنة توجهنا إلى برلين تخت بلاد البروسيا بقصد الاطلاع على أعمال مشاهير الأطباء فى هذه البلدة، على وجه السياحة والاستكشاف، فحظينا بمقابلة المشاهير من الأطباء فى تلك البلاد، واطلعنا على أعمالهم وعظم تقدمهم، ثم رجعنا إلى وبينة، فكأننا اطلعنا فى هاتين البلدتين على جميع عملية الطب، حيث أنهما أكثر تقدما من جميع أوروبا، ومعادلتين للوندرة وباريس.
وفى أواخر سنة ٧١ صدر الأمر برجوع الرسالة جميعها إلى مصر، وكان المتمم لدراسته والمتحصل على درجة الدكتورية معنا الدكتور حسن الألفى مفتش الصحة بالصعيد الآن، والدكتور مصطفى النجدى، والمرحوم الدكتور مراد، وبعد أن عدنا إلى أوطاننا، واستخدمنا بوظائف حكماء بالأورط السعيدية، وحكيم باشى المرحوم مصطفى بيك السبكى معنا، فصار تأسيس إستبالية مخصوصة بالعساكر السعيدية بالقناطر الخيرية، وكنا نشتغل بملاحظة صحة العساكر ومعالجتهم بهذا المستشفى، وكان من قسمى الطوبجية