بالألايات، وقسم الجراحة بالمستشفى إلا أنا نعد أنفسنا إذ ذاك من العرب الرحالة النزالة، ولم نزل بهذه المثابة سنة ٧١ وسنة ٧٢.
وفى هذه المدة ترقيت إلي رتبة اليوزباشى الغرديات بمرتب ألف ومائتى غرش.
ثم فى سنة ٧٣ لما فتحت ثانيا مدرسة الطب البشرى بعد اندراسها، وحصل تشكيلها وتعيين خوجاتها، انتخبت بواسطة كلوت بيك بوظيفة خوجة ثانى، فحضرت من الألايات السعيدية إلى مصر، وتوظفت بالمدرسة، وباشرت معالجة المرضى بالإسبتالية الكبرى بقصر العينى، وكذا الأهالى، فكنت أولا معلما ثانيا فى الفسيولوجية، ثم الرمد مع ترجمة دروس الجراحة من الفرنساوية إلى العربية للمعلم ربير، ثم فى سنة ٧٤ صرت معلما ثانيا فى الأمراض الباطينية بالمدرسة، وحكيما ثانيا لقسم الأمراض الباطينية فى الإكلينك مع الشهير برجير بيك، وكان إذ ذاك رئيس المدرسة والإسبتالية، وهو الآن حكيم الحضرة الخديوية.
ثم فى سنة ٧٥ ترقيت إلى رتبة صاغقول أغاسى، وفى سنة ٧٧ انتخبنى المرحوم سعيد باشا حكيما له فى السفرية للأقطار الحجازية بقصد الزيارة، وكانت هذه أول مأمورية كبيرة لى، فصحبناه وتوجهنا معه فى هذه السنة من السويس إلى الوجه بحرا، ومنه إلى المدينة المنورة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام برا، وتوسلنا بالجاه العظيم، ودخلنا معه الحجرة النبوية، وأقمنا بالمدينة نحو خمسة أيام، وعدنا منها إلى مصر بطريق ينبع، وفى تلك السنة انتقلت من المدرسة إلى الجهادية بوظيفة حكيمباشى الألايات عموما، وفى سنة