وذكر الإدفوى فى تاريخه فى الصعيد أنها ابتدأت فى العمران وقت أخذ قفط فى التخرب، أعنى من سنة أربعمائة من الهجرة، أنه فى شهر رمضان سنة ٦٧٢ أتى إلى الملك الظاهر بيبرس بفلوس وجدت مدفونة بقوص، على أحد وجهيها صورة ملك واقف وفى يده اليمنى ميزان، وفى اليسرى سيف، وعلى الوجه الآخر رأس فيه أذن كبيرة وعين مفتوحة، وبدائر الفلس كتابة قرأها راهب يونانى، فكان تاريخه إلى وقت قراءته ألفين وثلثمائة سنة، وفيه:(أنا غياث الملك، ميزان العدل والكرم فى يمينى لمن اطاع، والسيف فى يسارى لمن عصى)، وفى الوجه الآخر:(أنا غياث الملك، أذنى مفتوحة لسماع المظلوم، وعينى مفتوحة أنظر بها مصالح ملكى). انتهى.
وذكر المقريزى أنه كان بقوص دار ضرب للنقود، وفيه أيضا أن المفرد ما برح يخرج من قوص ببشارة وفاء النيل، وقد أوفى عندهم ستة عشر ذراعا، ولا يوفى ذلك بمصر إلا بعد ثلاثة أيام ونحوها، وقال أيضا أن فى أرضها كثيرا من شجر اللبخ، وقال عند تكلمه على منية الناسك أنها من جملة الأطفيحية، عرفت بالناسك أخى الوزير بهرام الأرمنى فى أيام الخليفة الحافظ لدين الله أبى الميمون عبد المجيد بن محمد، ولى من قبل أخيه مدينة قوص سنة ٥٢٩، وولاية قوص يومئذ أجل ولايات مصر، فجار على المسلمين واشتد عسفه وأذاه لهم، فعندما وصل الخبر بقيام رضوان بن ولخشى على بهرام وهزمه إياه، وتقلده الوزارة بدله، ثار أهل قوص بالناسك فى جمادى الآخرة سنة ٥٣١، وقتلوه وربطوا كلبا ميتا فى رجله، وسحبوه حتى ألقوه على مزبلة وكان نصرانيا.
ونقل كترمير عن:(كتاب السلوك) أن العرب قامت ببلاد الصعيد سنة ٦٦٠، وقتلوا الأمير عز الدين حواس حاكم قوص، فتوجه الأمير