عز الدين أفرم أمير جندار إلى هناك، وقاتل العرب وبدد شملهم بعد عناء شديد، ونقل أيضا عن النوارى، عن القاضى محيى الدين عبد الله ابن عبد الظاهر فى:(سيرة الملك الظاهر بيبرس)، أنه جاء خطاب فى سنة ست وسبعين وستمائة من الحطى ملك الحبشة إلى سلطان مصر الملك الظاهر بيبرس، ومعه خطاب آخر من ملك اليمن.
مضمون خطاب ملك اليمن، أن ملك الحبشة توسل بنا إلى حضرة الملك فى قضية يريد إتمامها، وقد أرسلت هذا الخطاب مع خطابه، وترجمة خطاب ملك الحبشة أقل المماليك بحر أملاك يقبل الأرض.
ويعرض للسلطان الملك الظاهر - أبقى الله دولته - أنه وصل إلينا رسول من حاكم قوص فى خصوص المطران، يذكر فيه أنه حضر عندنا، والحال أنه لم يحضر، ولا يخفى أن بلادنا ملك للسلطان ونحن عبيده، فنرجوه أن يوصى بنا أبانا البطرك، وأن يختار مطرانا عالما فاضلا زاهدا فى الذهب والفضة، ويرسله إلى مدينة: عوان (أسوان) والفقير أحقر المماليك يرسل إلى الملك المظفر ملك اليمن الأشياء المقررة عليه، وهو يتكفل بإرسالها إلى مولانا السلطان، والذى أخر الإرسال إلى الآن هو اشتغالى ببيكار طويل، وقد مات الملك داود وعقبه ابنه على التخت، وفى جيشى مائة ألف فارس من المسلمين، وعدد لا يحصى من النصارى، وجميعهم عبيد لمولانا الملك وتحت أمره، والمطران دائما يسأل الله تعالى ويبتهل إليه فى نصرة مولانا الملك، وبقائه وهلاك أعدائه، ونحن والرعية جميعا نؤمن على دعائه ومن دخل أرضنا من المسلمين، فالفقير متكفل بحمايته إلى أن يعود إلى وطنه، وكل ذلك فى مرضاة مولانا السلطان، والرسول/الذى حضر عندنا من طرف حاكم قوص رجل متعاظم ومتمرض، ولا يخفى أن بلادنا رديئة الهواء، لا يليق أن يدخلها من كان مريضا، ومن