بالأثمان الغالية، ومن المجرب المحقق فى تلك البلاد أن ضد سميات الأفاعى جذور النبات المسمى فى لغة الهند باسم نجابنون - فجيم فالف - لكنهم لا يبيعون ذلك أبدا، وإذا حاول أحد أن يشتريها منهم قدروا له ثمنا عظيما، ومع ذلك يعطونه غيرها موهمين أنها هى، والحال أنهم أبدلوها من غير أن يشعر المشترى، فإذا استعملها فلا يجد الخاصية.
/ومن أعجب ما يرى ويسمع، أن الحواة يجلبون الثعابين بأنغام الآلات، قال الناقل: أنه حضر عندى ذات يوم أحد الحواة، وأخبرنى أن فى منزلى ثعابين، وطلب الإذن فى إخراجها، فأذنت له بعد أن جردته من ثيابه، وفتشت سلته، فلم أجد فيها غير عقرب كبير أسود قدر الكف، ففى الحال أخذ زمارته، وهى عبارة عن جوزة من جوز الهند، فى رأسها ماسورتان، وفى أسفلها كذلك، وزعق بها زعقة مهولة توقف شعر الرأس، وكنت بقربه أنظر إليه لا أفارقه، ومعنا كثير من أهل البيت والجيران، فلما وصلنا إلى ركن الجنينة، غيّر نغمة الزمارة بنغمات متتالية نحو خمس دقائق، وإذا هو يشير إلى شئ أرانا إياه، ثم طأطأ ومسكه بيده، فإذا هو حية من أشنع الحيات ذات السم القاتل، طولها نحو قدمين ونصف، وفى حال مسكها قرصته قرصة أسالت الدم من أصبعه من دون أن يلتفت إلى ذلك، ووضعها تحت شجرة وجعل يزمر كالأول، ثم مسك حية أخرى لكنها ليست فى السم كالأولى، وبعد أن وضعهما فى السلة، أخرج جذر النجا وعرك به محل القرصة، وقد نظرت إلى الجذر وأمعنت النظر منه، وفى تلك اللحظة قيل لنا أن فى شق تحت شجرة ثعبانا لم يمكّن أحدا إلى الآن أن يقرب منه، فذهبنا مع الحاوى إلى الشق، فأخذ يزمر زمنا ثم أدخل يده فى الشق، فأخرج حية طولها نحو خمسة أقدام ونصف، وقد قرصته فى