اختلاف طبقاتها لدمشق وأعمالها وسائر البلاد الإسلامية الشامية، وأن يكفوا أظفار التعدى عن أنفسهم وأموالهم وحريمهم، ولا يحوموا حول حماهم بوجه من الوجوه، حتى يشتغلوا بصدور مشروحة وآمال مفسوحة بعمارة البلاد، وبما هو كل واحد بصدده من تجارة وزراعة وغير ذلك.
ولما كان هذا الهرج العظيم، وكثرة العساكر تعرض بعض نفر يسير من السلاحية وغيرهم إلى نهب بعض الرعايا وأسرهم فقتلناهم، ليعتبر الباقون، ويقطعوا أطماعهم عن النهب والأسر وغير ذلك من الفساد، وليعلموا أنا لا نسامح بعد هذا الأمر البليغ البتة، وأن لا يتعرضوا لأحد من أهل الأديان على اختلاف أديانهم من اليهود والنصارى والصائبة، فإنهم إنما يبذلون الجزية ليأمنوا على أنفسهم، لقول علىّ ﵁:(إنما يبذلون الجزية لتكون أموالهم كأموالنا، ودماؤهم كدمائنا) والسلاطين موصون على أهل الذمة المطيعين، كما هم موصون على المسلمين، فإنهم من جملة الرعايا، قال ﷺ:(الإمام راع وكل راع مسئول عن رعيته)، فسبيل القضاة والخطباء والمشايخ والعلماء والشرفاء والأكابر والمشاهير وعامة الرعايا الاستبشار بهذا النصر الهنىّ والفتح السنىّ، وأخذ الحظ الوافر من السرور، والنصيب الأكبر من البهجة والحبور، مقبلين على الدعاء لهذه الدولة القاهرة والمملكة الظاهرة، آناء الليل وأطراف النهار. كتب فى خامس ربيع الآخر سنة تسع وستين وستمائة. انتهى.
وقوله: تومان، قال كترمير: هو اسم لطائفة من العسكر قدرها عشرة آلاف. وقوله: طاريك - بالراء - صوابه: طازيك بالزاى، كلمة