والمسلة الموجودة فى وسطها تشبه مسلات طيبة بالوجه القبلى وارتفاعها عشرون مترا وسبعة وعشرون جزء من مائة من المتر، وقاعدتها السفلى مربع ضلعها متر وأربعة وثمانون جزء من مائة من المتر، والقاعدة العليا متر وسبعة عشر جزء من مائة من المتر. وقد رفع النيل الأرض بتوالى مروره عن قاعدتها بقدر مترين فتغطى منها متر وثمانية وسبعون جزء من مائة، وهى قائمة على جلسة من الصوان ويرى أثر ماء النيل فيها على ارتفاع متر وخمسة وخمسين جزء من مائة من المتر من الأرض أو ثلاثة أمتار وثلاثين جزء من مائة من ابتداء جلستها الصوانية.
وعلى ما ذكره يلين وغيره: كان يوجد بهذه المدينة عدة مسلات منها جملة نقلت فى زمن القياصرة إلى روما وهى باقية هناك الى الآن. وفى القرن السادس من الهجرة وقعت المسلة الثانية.
وقال هيرودوط: أن أهل هليوبوليس كانوا أعرف الناس بالعلوم، وقد تعلم فى مدرستها: أودوكس وأفلاطون وغيرهما علم النجوم والفلسفة والتاريخ وغيره. وكان المشهور من المدارس بالديار المصرية مدرستهما ومدرستى مدينة طيبة، ومدينة منف. وكان يجتمع من هذه المدن الثلاثة كل سنة أعضاء للمجلس المركب من ثلاثين عضوا للحكم فى القضايا المهمة فى مدينة طيبة، وكان بها معبد الشمس يعمل له كل سنة عيد مشهور وكان هو الرابع فى ترتيب الأعياد المصرية.
وقد وصف استرابون هذا المعبد فقال ما معناه: هو من المعابد العظيمة القديمة يحيط به سور له باب يدخل منه لدهليز مبلط بالحجر عرضه نحو بلتر- وهذا العرض قد يزيد فى بعض المعابد، وفى بعضها ينقص-وأما طوله فكان ثلاثة أمثال العرض-وفى بعض المعابد قد يجعل أربعة أمثال العرض وفى بعضها يجعل خمسة أمثاله-ثم فى جانبى الدهليز من الداخل ترى تماثيل أبى الهول منحوتة من الحجر، بين كل تمثالين عشرون ذراعا. وفى آخر الدهليز