باب كبير شاهق الارتفاع ثم بعده على مسافة باب مثله وبعد هذا باب ثالث كذلك، وربما زاد عدد الأبواب فى بعض المعابد وربما قل فى بعضها.
ثم يدخل الداخل فيجد إيوانا متسعا محمولا سقفه على أعمدة وفى داخله حوش متسع فيه المحل المقدس. قال: وقد رأيت هذا المعبد قائما وبه آثار مما فعله جمشيد به وبكثير من المعابد من الحرق والهدم.
وكان بالمدينة مبان مخصوصة لسكنى الكهنة فلذا كان يقال لها قديما:
مدينة الكهنة، وكانوا لا يشتغلون إلا بمزاولة العلوم الفلسفية والفلكية، وقد ذهب ذلك كله ولم يبق إلا من يشتغل بالأمور الدينية.
قال استرابون: وقد شاهدنا بها المنزل الذى كان به أفلاطون وأودوكس اللذان أقاما بها ثلاث عشرة سنة لاجتناء ثمرة العلوم الفلكية وغيرها، ومع ذلك فكان الكهنة يخفون عنهم بعض أسرار لم يعثر عليها إلا بترجمة كتبهم بعد موتهم فى زمن البطالسة وذلك مثل الكسر اللازم إضافته لإتمام السنة الحقيقية. انتهى
وذكر ابن الكندى جماعة ممن تعلم بمدارس ديار مصر فى الأيام السالفة فقال: منهم سقراط صاحب الكلام على البارئ جل ثناؤه، والحكمة والبلاغة.
ومنهم: أفلاطون صاحب السياحة والنواميس والكلام على المدن والملوك.
ومنهم: أرسطوطاليس صاحب المنطق والآثار العلوية والحس والمحسوس والكون والفساد والسماء والعالم والسماع الطبيعى ورسالة بيت الذهب وغير ذلك، حتى أن يعقوب إسحاق الكندى فيلسوف العرب له أكثر من ألف كتاب فى كل معنى كلها فصول من كتب أرسطوطاليس. ومنهم: بطليموس المقدونى صاحب الرصد والمساحة والحساب وهو صاحب كتاب المجسطى فى تركيب الأفلاك وحركة الشمس والقمر والكواكب المتحركة والثابتة، وصور فلك البروج وكتاب جغرافية فى مساحة الأرض وأقاليمها والبحار والجبال وألوانها والأنهار والعيون وابتدائها وانتهائها وصفة الأمم الذين يعمرون وجه الأرض