ونقل كترمير أيضا عن كتب العرب ما ترجمته: الرايات متعددة وتسمى الصناجق واحدها صنجق، وبعض الرايات تسمى العصابة ويسمى الشطفة وهى شعار السلطان عند الأتراك، ويقال: جعل على رأسه شطفة كما يجعل على رأس السلطان. وأرسل ثلاث خلع وشطفة. وفى كتاب الإنشاء: الصنجق هو الرمح ذو الشطفة. اه
وكان يشاع أن ابن عثمان أوجس فى قلبه خيفة من هذا الصبى لأنه كان يرى أن جميع عساكره تميل إليه. فكان يخاف أن يتسلطن مكانه. وكان الصبى يخاف غدر السلطان به.
ثم ان ابن عثمان فى أثناء ذلك كان قد استعد بجيوشه وسار إلى مصر ودخل بلادها ومر بالعريش وقطيا والصالحية وبلبيس إلى أن وصل إلى الخانقاه بدون مانع يمنعه. وكانوا كلما مروا بقرية تركها أهلها ولحقوا بمصر.
وكان السلطان طومان باى كلما هم بالمسير إليه لقتاله قبل دخوله البلاد يثبطه أمراؤه ويحسنون له الإقامة. ولو لاقاه قبل تمكنه/من البلاد لكان عين الصواب، فإن خيوله كانت قد هزلت من السفر والجوع. وكذلك مشاته قد كلّت قواهم، وكان أكثر عسكره مشاة فلو لاقاهم على هذا الحال لربما غلبهم سيما ودخولهم البلاد قد أدخل الرعب فى قلوب الأهالى. فما وصلوا إلى الخانقاه إلا وقد قويت خيولهم ومشاتهم وركبانهم لما وجدوا من المأكل والمشرب والعليق والراحة. وجعلوا يتقدمون ونزلوا ببركة الحج وأقاموا بها يومين.
وفى يوم الخميس من شهر الحجة زحفوا حتى وصل أوائلهم إلى الجبل الأحمر فعند ذلك تحرك السلطان طومان باى وزعق نفيره فى الوطاق ونادى بالخروج إلى القتال. فركب الأمراء ودقت الطبول حربيا، وركب العسكر قاطبة حتى سدوا الفضاء. وأقبل عسكر ابن عثمان كالجراد المنتشر. وتلاقى الجيشان عند أوائل الريدانية، فكان بينهما وقعة عظيمة قتل فيها من الفريقين