خلق كثير. وقتل سنان باشا أكبر وزراء ابن عثمان. وانقسمت عسكر ابن عثمان فرقتين إحداهما جاءت من تحت الجبل الأحمر والأخرى جاءت إلى عسكر مصر عند الوطاق بالريدانية، ورموهم ببندق الرصاص وهجموا عليه هجمة منكرة، فما كان غير قليل حتى قتل من عسكر مصر عدد وافر ومن الأمراء المقدمين جماعة كثيرة، وفر باقيهم.
وثبت السلطان طومان باى مع نفر قليل من العبيد الرماة والمماليك السلحدارية، ولما تكاثرت العساكر العثمانية وخاف أن يقبضوا عليه طوى الصنجق السلطانى وولى مختفيا فقيل أنه توجه إلى ناحية طرا.
ونزلت الفرقة التى جاءت من تحت الجبل على الوطاق السلطانى ووطاقات الأمراء ونهبوا جميع ما فيها من قماش وسلاح وجمال وخيول وبقر وغير ذلك. ثم دخلوا القاهرة وأطلقوا السيف فى أهلها. وتوجه جماعة منهم إلى المقشرة فأحرقوا بابها وأخرجوا من كان بها من المسجونين. وكان بها جماعة من العثمانية. وأطلقوا أيضا من كان فى حبس الديلم والرحبة والقلعة أجمعين. ونهبوا بيوت كثيرة من الأمراء، وسارت معهم الزعر والغلمان وصاروا ينهبون فى المدينة.
وقال الشيخ بدر الدين الزيتونى فى هذه الوقعة:
نبكى على مصر وسكانها … قد خربت أركانها العامرة
وأصبحت بالذل مقهورة … من بعد ما كانت هى القاهرة
وفى يوم الاثنين سلخ سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة دخل أمير المؤمنين محمد المتوكل على الله وكان أسيرا عند ابن عثمان فى القاهرة وصحبته وزير ابن عثمان وجم غفير من العساكر العثمانية. ودخل ملك الأمراء خير بك من باب النصر وشقوا القاهرة وقدّامهم المشاعلية تنادى بالأمان والاطمئنان والبيع والشراء، وأن لا أحد من العسكر العثمانى يشوش على الرعايا، وقد أغلق باب مكتبة الأسرة-٢٠٠٨