للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالذهب وعمامة عثمانية وأعطاه مرسوما بالأمان على نفسه، ورسم له أن يسكن فى مدرسة أبيه التى أنشأها بالشرابشيين.

وفى يوم الأحد ثانى المحرم سنة ثلاث وعشرين نقل السلطان سليم وطاقه إلى بولاق ونصبه من تحت الرصيف إلى آخر الجزيرة الوسطى، وأحضرت له مفاتيح/قلعة الجبل. وفى ثانى يوم دخل القاهرة من باب النصر فى موكب حافل واستمر إلى باب زويلة ثم عرج إلى تحت الربع ومن هناك إلى بولاق.

وفى يوم الثلاثاء حادى عشر المحرم نادى فى القاهرة بالأمان لجميع الأمراء المقدمين الذين اختفوا بعد هذه الوقعة فاجتمع منهم عدد كثير. فبعد أن وبخهم وبصق فى وجوههم أمر بحبسهم فى القلعة.

وفى يوم السبت سادس ربيع الأول أمر بضرب أعناقهم أمام وطاقه، وكان قد نقله إلى بركة الحبش، فقتل من الأمراء أربعة وخمسين أميرا وصارت أجسامهم مرمية على الأرض تنهشها الكلاب بالنهار والذئاب والضباع بالليل.

وصارت نساؤهم يعطين المشاعلية أموالا لدفنهم. وفى أثناء تلك الأيام كثر فساد العرب والنهب والقتل فى البلاد.

وفى مستهل ربيع الأول خرج جان بردى الغزالى بطائفة من العسكر وكبس على عدة بلاد من بلاد الشرقية منها ناحية التل والزنكلون ونهب ما فيها من مواش ودواب وسبى النساء والصبيان وباعوهم فى القاهرة بأبخس الأثمان، كما فعل أقبردى الدوادار فى ناحية الأحامدة. وقد اشترى بعض الناس بنتا بأربع أشرافيات ثم أعتقها وأعطاها لأمها رحمة لها. وفعل جان بردى فى بلاد الشرقية ما لم يفعله بختنصر. ثم أن الوزير يونس باشا لام الغزالى على فعله ونادى فى القاهرة كل من اشترى شيئا من نهب الشرقية فليرده إلى أصحابه.

وقد قيل فى المعنى:

يا دهر بع رتب المعالى مسرعا … بيع الهوان ربحت أم لم تربح

قدم وأخر من أردت من الورى … مات الذى كنت منه تستحى