للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال فى مسالك الأبصار: الدوادار هو المنوط به توجيه مكاتيب السلطان لأربابها وتقديم العرضحالات للسلطان ويستشير الملك فى السراى. انتهى.

وتقدم بسط ذلك فى سرياقوس.

ثم إن طومان باى عدّى إلى الصعيد واجتمعت عليه المماليك والعرب وجيّش منهم جيشا وسار به لقتال ابن عثمان. فوقع بينهم بناحية وردان وقعة كريهة انكسر فيها أولاد عسكر ابن عثمان، ثم تكاثرت العثمانية فانهزم جيش طومان باى ففر هو إلى قرية البوطة فى أعلى تروجة. وأمر ابن عثمان بقطع رءوس من أمسك من الجراكسة والعرب وجعل رءوسهم فى المراكب، وعدى بها عسكره من بولاق، وشقوا بها القاهرة على مدارى. وكانت نحو ثلاثمائة رأس. وعند توجه طومان باى إلى ناحية تروجة لاقاه حسن بن مرعى وشكر ابن أخيه مشايخ عرب البحيرة فى ضيعة البوطة فعزما عليه ليضيفاه، وكان بين حسن المذكور وبين طومان باى صداقة قديمة فركن إليه ونزل عنده بعد أن حلّفه هو وابن أخيه على المصحف الشريف أن لا يخوناه ولا يغدرا به. فحلفا له سبعة أيمان فطاب قلبه. ولما استقر عندهما أحاطت به العرب من كل جانب وهو لا يدرى بما به من المقادير تجرى، وقد أرسلا إلى السلطان سليم شاه فأعلماه به، فأرسل جماعة من عسكره فقبضوا عليه بغتة وسلكوه فى الحديد وجاءوا به إلى السلطان سليم وتفرقت رجاله وغدر به ابن مرعى وكان من أعز أصحابه وله عليه المنن الجليلة حتى أنه قام بما عليه من المال مرارا فى زمن السلطان الغورى. وقد صدق القائل:

لا تركنن إلى الخريف فماؤه … مستوخم وهواؤه خطاف

يمشى مع الأجسام مشى صديقها … ومن الصديق على الصديق يخاف

فلما تمثل بين يدى ابن عثمان وهو لابس لبس العرب الهوارة، وعلى رأسه زنط وعليه شاش وعلى بدنه ملوطة طويلة الكمين، قام له السلطان ثم