للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم وصل نصوح باشا والأمراء إلى جهة الخانكاه ثم إلى المطرية وحضر درويش باشا والى الصعيد إلى خارج القاهرة جهة الشيخ قمر.

وذهبت طوئف العسكر إلى المنصورة ودمياط والسويس وفى أثناء ذلك كان الفرنساوية قد دخلوا قلعة الجبل وباقى القلاع التى أحدثوها ونزلوا منها فلم يطلع إليها أحد من العثمانيين، ولم يلتفتوا لتحصينها ولا ربطها بالعساكر والجبخانات، وأعرضوا عن المحاذرة، وركبهم الغرور لأجل نفوذ المقدور.

وكان همج الناس ينظر إلى الفرنسيس بعين الاحتقار وأنزلوهم من درجة الاعتبار وتطالوا عليهم بالسب واللعن حتى أن فقهاء المكاتب كانوا يجمعون الأطفال ويمشون بهم فرقا ويجهرون بلعنهم. فأوغر ذلك كله قلوب الفرنسيس.

وتسبب عن ذلك التفاقم بين عساكر الفرنساوية والعثمانيين، فقتل شخص من الفرنساوية وانزعج الناس وأغلقوا الحوانيت. وعمل العثمانية متاريس بناحية الجمالية وما والاها وتترسوا بها. ووقع بين الفريقين مناوشة قتل فيها أشخاص قليلون وكادت تكون فتنة، فتوسط كبراء العسكر فى الهدنة وأزالوا المتاريس، وانكف الفريقان.

وبحث مصطفى باشا عمن أثاروا الفتنة وقتل منهم ستة أنفار وأرسلهم إلى سر عسكر الفرنساوية، فلم يطب خاطره بذلك. وقال: لابد من خروج عسكرهم حتى تنقضى الأيام المشروطة، وإذا دخل منهم أحد إلى المدينة لا يدخلون إلا بإذن وبدون سلاح. فأجابه مصطفى باشا لذلك وأمر به العساكر.

وكان الفرنساوية دائما فى الاستعداد للرحيل وبعضهم توجه إلى الإسكندرية، ونزل البحر بالفعل يريد السفر فتعرض لهم الإنكليز ومنعوهم، فوصل الخبر إلى سر عسكرهم. فأرسل فى الحال إلى الوزير يوسف باشا فعرّفه بواقعة الحال. وكان ذلك فى آخر أيام المهلة. فزحف الوزير إلى سطح الخانكاه فطلب الفرنساوية زيادة ثمانية أيام على أيام المهلة فأجيبوا إلى ذلك. ووصل الأمراء المصريون ونصوح باشا إلى ناحية المطرية ونصبوا خيامهم هناك.