وإبراهيم بيك وبعض من صناجق مصر والكشاف والأتباع وطوائف من العسكر بخط الجمالية.
ولما أصبح الصباح أرسلوا إلى المطرية وأحضروا منها ثلاثة مدافع فوجدوها مسدودة الفالية فعالجوها حتى فتحوها. وقام ناصف باشا وشمر ساعديه، وشد وسطه، ومشى على أقدامه، وصحبته الأمراء المصرية وجروا أمامهم الثلاثة مدافع إلى الأزبكية وضربوا على بيت الألفى وكان به أشخاص مرابطون من عساكر الفرنساوية نحو الثلاثمائة، فوقع الحرب بين الفريقين إلى آخر النهار وسكن الحرب وباتوا ينادون بالسهر. واجتهد أهل مصر والعساكر فى عمل متاريس بالأطراف كلها وبجهة الأزبكية، وشرعوا فى بناء بعض جهات السور، وبات الناس خلف المتاريس. ولما أظلم الليل أطلق الفرنساوية المدافع على البلد وبالخصوص على خط الجمالية.
وفى تلك الليلة خرج كثير من الناس وفارقوا المدينة لعجزهم عن المقاومة، وعزت الأقوات، وغصت جهة الجمالية وما حولها بازدحام الناس والحيوانات المحملة بالأثقال. وتسامع أهل خان الخليلى ومغاربة الفحامين والغورية فجاءوا إلى الجمالية وشنعوا على من يريد الخروج وعضدهم طائفة عساكر الينكشارية، وعمدوا إلى خيول الأمراء وحبسوها ببيت القاضى والوكائل وأغلقوا باب النصر. وفى صبح يوم السبت تهيأ كبراء العسكر والعسكر وأهل مصر وذهبوا إلى الأزبكية، وسكن الكثير فى البيوت الخالية والبعض خلف المتاريس. وأخذوا عدة مدافع وجدوها مدفونة فى بعض بيوت الأمراء كبيت أبى دياب السيفى وبيت قائد أغا، وأحضروا من حوانيت العطارين كثير من المثقلات التى يزنون بها البضائع من حديد وأحجار واستعملوها عوضا عن الجلل للمدافع، وصاروا يضربون بها على بيت سر عسكر الفرنساوية، واستمر عثمان كتخدا بوكالة ذى الفقار بالجمالية. وكان كل من قبض على نصرانى أو يهودى يذهب به إلى الجمالية حيث عثمان كتخدا المذكور ويأخذ عليه