للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيك الذى أصله بيت حسن بيك الأزيكاوى، وبيت أحمد أغا شويكار، وتترس فيهما، وحسن بيك الجداوى تترس بناحية الرويعى.

وحضر رجل مغربى يقال إنه كان يحارب الفرنسيس بجهة البحيرة، فالتف عليه طائفة من المغاربة وجماعة من الحجازيين الذين كانوا قدموا صحبة الجيلانى، وحصل منه أمور منكرة من نهب وقتل. واتهم الشيخ خليل البكرى بأنه يوالى الفرنسيس، فهجم عليه طائفة من العسكر والعامة ونهبوا داره وسحبوه مع عياله مشاة إلى الجمالية وهو مكشوف الرأس. فلما مثل بين يدى عثمان كتخدا هاله ذلك واغتم ووعده بخير، ولعن أحمد محرم، وأخذ البكرى إلى داره هو وحريمه وأولاده وأكرمهم وكساهم وأقاموا عنده، وباشر السيد أحمد المحروقى معظم الكلفة والنفقات، وكذلك التجار.

هذا ما كان بمصر القاهرة، وكذلك بولاق فإنها قامت أيضا على ساق، وتحزب الحاج مصطفى البشتيلى وأمثاله وهيجوا العامة، وذهبوا إلى وطاق الفرنسيس الذى تركوه بساحل البحر وقتلوا من به ونهبوا ما فيه ورجعوا وفتحوا مخازن الغلال والودائع التى للفرنساوية، وأخذوا ما أحبوا منها، وعملوا كرانك حوالى البلد ومتاريس واستعدوا للحرب والجهاد.

وأما سر عسكر كليبير ومن معه فإنه لما استوثق من هزيمة الوزير وأمن من عوده أبقى بعض عساكره بالصالحية والقرين وبلبيس ورجع إلى القاهرة وقد بلغه ما حصل بها فى تلك المدة. فأحاط بها وببولاق بعساكره كإحاطة السوار بالمعصم. وكان ذلك بعد ثمانية أيام من ابتداء الحركة، وشرعوا فى الرمى على البلد بالجلل والقنابر من القلاع وجميع الجهات. واستمر ذلك آناء الليل وأطراف النهار، حتى عدمت الأقوات ونفدت الغلات وارتفع الخبز من الأسواق وصارت مؤنة غالب الناس من الأرز يصنعون منه زردة ويبيعونها فى طشوت وأوان.

مكتبة الأسرة-٢٠٠٨