للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصار العسكر يخطفون ما يجدونه بأيدى الناس من المآكل والمشارب، وبلغ ثمن قربة الماء من الآبار والأسبلة ستين نصفا عبارة عن فرنكين وسبع من فرنك. وأما البحر فلا يكاد يصل إليه أحد. وتكفل التجار وسائر الناس والأعيان بكلف العساكر المقيمين بالمتاريس المجاورة لهم. فالتزم الشيخ السادات بكلفة من بقناطر السباع، وهم مصطفى بيك ومن معه.

وأما أكابر القبط مثل جرجس الجوهرى وفلتيوس وملطى فإنهم طلبوا الأمان من المسلمين لانحصارهم فى وسطهم فأمنوهم، فحضروا وقابلوا الباشا والكتخدا، وأما يعقوب فإنه كرنك فى داره بالدرب الواسع جهة الرويعى، واستعد استعدادا كبيرا بالسلاح والعسكر. فكان معظم حرب الجداوى معه والمناداة فى كل وقت بالمحافظة على المتاريس. واتهم مصطفى أغا مستحفظان بموالاته للفرنسيس، وأن عنده فى بيته جماعة منهم، فهجموا على داره فوجدوا بها الفرنسيس فحاربوا عن أنفسهم وقتل بعضهم وهرب الباقى. وكانوا نحو خمسة عشر خرجوا من دار الأغا بدرب الحجر يحاربون حتى خرجوا من الناصرية. وأما الأغا فقبضوا عليه وأحضروه بين يدى الكتخدا فسلمه للإنكشارية فخنقوه عند باب النصر، ورموا جيفته على مزبلة خارج البلد، واستقر عوضه شاهين كاشف الساكن بحارة الخرنفش، فشدد على الناس وكرر المناداة ومنع الناس من دخول الدور، فكان الناس يبيتون بالأزقة والأسواق حتى الأمراء والأعيان، وهلكت البهائم من الجوع حتى صار الحمار أو البغل الذى قيمته ثلاثون ريالا أو أكثر لا يوجد من يشتريه بثمانية فضة وكل يوم يتضاعف الحال.

وزحف المسلمون على جهة رصيف الخشاب وترامى الفريقان بالمدافع حتى احترق ما بينهم من الدور، وتهدمت القصور من بين المفارق التى بقرب جامع عثمان كتخدا إلى رصيف الخشاب والخطة المعروفة بالساكت إلى الرحبة المقابلة لبيت الألفى، وصارت كلها تلالا. وأرسلوا إلى مراد بيك