للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكتبت وحصلت كثيرا من كتب جابر بن حيان الصوفى، وابن وحشية.

وباشرت عمل الصنعة الباطلة وتجارب المحال والضلال الفارغة. وأقوى من أضلنى ابن سينا بكتابه فى الصنعة الذى تم به فلسفته التى لا تزداد بالتمام إلا نقصا.

قال: ولما كان فى سنة خمس وثمانين وخمسمائة، حيث لم يبقى ببغداد من يأخذ قلبى ويملأ عينى، ويحل ما يشكل على. دخلت الموصل، فلم أجد فيها بغيتى، لكن وجدت الكمال بن يونس جيدا فى الرياضيات والفقه متطرفا من باقى أجزاء الحكمة، قد استغرق عقله ووقته حب الكيمياء وعملها حتى كان يستخف بكل ما عداها. فاجتمع إلىّ جماعة كثيرة وعرضت علىّ المناصب. فاخترت منها مدرسة ابن مهاجر المعلقة، ودار الحديث التى تحتها، وأقمت بالموصل سنة كاملة فى اشتغال دائم متواصل ليلا ونهارا.

وزعم أهل الموصل أنهم لم يروا من أحد قبلى ما رأوا منى من سعة الحفظ وسرعة الخاطر وسكون الطائر.

وسمعت الناس يهرجون فى حديث الشهاب السهروردى المتفلسف ويعتقدون أنه فاق الأولين والأخرين. وأن تصانيفه فوق تصانيف القدماء.

فهممت لقصده، ثم أدركنى التوفيق وطلبت من ابن يونس شيئا من تصانيفه، وكان أيضا معتقد فيها، فوقعت على التلويحات واللمحة والمعارج، فصادفت فيها ما يدل على جهل أهل الزمان، ووجدت تعاليق كثيرة لا أرتضيها هى خير من كلام هذا الأنوك. وفي أثناء كلامه يثبت حروفا مقطعة يوهم بها أمثاله أنها أسرار إلهية.

قال: ولما دخلت دمشق وجدت فيها من أعيان بغداد والبلاد ممن جمعهم الإحسان الصلاحى جمعا كثيرا منهم: جمال الدين عبد اللطيف ولد الشيخ أبى النجيب. وجماعة بقيت من بيت رئيس الرؤساء وابن طالحة الكاتب، وبيت ابن جهير، وابن العطار، ووزير المقتول، وابن هبيرة الوزير.