وأنشأ بالقاهرة فوريقة الحبال لفتل حبال المراكب وغيرها من النيل. وكان هذا النبات مفقودا فى مصر فأحدثه بها/وكثر. وأنشأ فى بولاق فوريقة الجوخ. أحضر لها فى مبدأ أمرها خمسة رجال فرنساوية أداروها مدة، وتربى تحت أيديهم فى الأربع سنين الأول جماعة من شبان الأهالى. تعلموا الغزل والنسج والدق والقص والصبغ والكبس.
وأرسل جملة من الشبان إلي فوريقة سيدان وليون من بلاد فرنسا، فاكتسبوا الصنعة وأتقنوها. وبذلك حسن أمر الجوخ، واستحصل منه على جوخ استعمل فى ملبوس العساكر. وصار المتحصل منه فى الشهر ثلاثة عشر ألف متر وخمسمائة وأربعين مترا. وكان منه الأزرق الدامغ والأخضر الدامغ والسماوى والنيلى والنحاسى. وذلك غير ما ينسج من الصوف للبس البحارة.
وغير الأحرمة والسجادات المجلوب صوفها من بلاد الصعيد. أما صوف الجوخ فكان يرد من دمنهور ومنية ابن خصيب وبعضه من تونس.
ومن ذلك فوريقة الطربوش، جعلها فى مدينة فوة تحت إدارة رجل مغربى، وشغالتها من تونس ومعهم ناس من الأهالى. وكان صوفها يجلب من مدينة البنكنت، وبعد نسجه ودقه كان يصبغ أحمر بالقرمز والبقم وملح الطرطير والشية، ومتحصل الفوريقة كل يوم ستون دوزينة.
ومن ذلك فوريقات السكر، فأنشأ فى الريرمون من مديرية المنية فوريقة فى سنة ثمانية عشر وثمانمائة وألف ميلادية. جرى العمل فيها على النسق الجارى فى بلاد أنطيليا من الأفريقة. ثم فوريقة فى ساقية موسى وأخرى فى الروضة.
وفى سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة وألف ميلادية كان المتحصل من فوريقة الريرمون اثنى عشر ألف وتسعمائة وخمسة وتسعين قنطار من السكر الخام، ومن فوريقة ساقية موسى خمسة آلاف ومائتى قنطار، ومن الروضة ثلاثة آلاف ومائتى قنطار. وذلك غير ما يستخرج بهذه الفوريقات من الروم الكثير.